(دَسْنَ ، ماهُ كيفتُ و لاهُ هُوَّ)

أربعاء, 19/10/2022 - 15:15

حين خرج فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني إلى الشعب إبان ترشحه، حدثه عن مدى إعجابه وانبهاره بنهج فخامة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز و حرصه على استكمال ما بدأ من تشييد خلال عشرية حكمه، فصفق الإجماع السياسي لذلك الخطاب واعتبره نقلة في تاريخ البلد رغم معارضة غالبيتهم لنفس النظام و نفس النهج! 

 

وحين نجح الرجل ونصب رئيسا للجمهورية مد الشعب أكف آماله لتحقيق التعهدات، لكن النظام ظل في نكوص مضطرد، والرئيس يضاعف في كل مرة تكديس حطب تعهداته! 

 

أيقن فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني حين تغشاه الفراغ عند قراءته لحصيلة مائة يوم من حكمه في نشرات الأخبار، أن تعهداته لن تستطيع اللحاق بركب الإنجازات العملاقة التي سبقتها، لذلك قرر مستعينا بخلية المرجعية و متكلا على طلاسم تلفيقها التخلي عن نهج سلفه، فولدت فرية ما عرف بملف فساد العشرية..

 

لكن يبدو أن فخامته للأسف نسي كيف يجسد ذاته ونهجه الخاص على بساط حكمه، حيث ظلت ظلال الرئيس السابق تلتهم كل مساحاته القيادية سياسيًا واعلاميا، في عجز تام عن ظهور بصمة غزوانية خاصة في شتى المجالات، فكل ما ينتجه هذا النظام هو مجرد نسخ رديئة وصور مشوهة لظل فخامة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز. 

 

و أعظم دليل على شعور هذا النظام بالنقص أمام الرئيس السابق والذعر من تأثيره السياسي هو محاربتهم لخرجاته الإعلامية وعجزهم عن محاكاته وحتى عن محاكاة ذواتهم أسيرة التعهدات الجرداء الكاذبة.. 

 

وقد جاء في الميثولوجيا المحلية أن "عيشة رخمة" حاولت يوما محاكاة مشية الغراب فعجزت عن اتقان مشيته، ولما حاولت العودة إلى طبيعتها نسيت مشيتها الأصلية، فبقي بها عرج و محاولة "إقلاع" مشوهة عجزت عن التخلص منهما فصارت مضربا للمثل!

 

عزيزة برناوي

  

         

بحث