شيعت قرية ميت تمامة التابعة لمركز منية النصر محافظة الدقهلية، بمصر الأطفال الثلاثة الذين راحوا ضحية الذبح على يد والدتهم داخل منزلهم ودعا والد الضحايا بالدعاء لزوجته بأن يمن الله عليها بالشفاء ويغفر لها ويرحمها، مؤكدا أنها كانت أحرص الناس على أبنائه.
وقال الأب، عبر مكبر الصوت داخل المسجد الكبير بالقرية وقبل أداء صلاة الجنازة: "اللهم ارحم أولادي أحمد وأنس وسميه، ادعوكم الدعاء بأن يرحم الله أبنائي وأن يشفي أمهم ويعافيها ويجعل مابها من داء فى ميزان حسناتها، والله ما علمت عليها إلا خيرا ، وما علمت أحدا أحرص منها على أولادي ولكن قدر الله وما شاء فعل، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون اللهم اغفر لهم وارحمهم".
وسادت حالة من الحزن بين أهالي قرية ميت تمامة التابعة لمركز منية النصر محافظة الدقهلية، اليوم الثلاثاء، أثناء تشييع جثامين الأطفال الأشقاء الثلاثة ضحايا الحادث المأساوي على يد والدتهم التى تخلصت منهم ذبحا وحاولت الانتحار اسفل جرار زراعى ، وذلك بعد وصول الأب من المملكة العربية السعودية والذي سافر للعمل بها كمعلم منذ 6 أشهر وفق فيتو.
ووصلت الجثامين فى سيارة إسعاف من مشرحة مستشفى المنصورة الدولي، وأدى الأهالي صلاة الجنازة بالمسجد الكبير بالقرية الى أن جرى تشييعهم إلى مثواهم الأخير بمقابر الأسرة بالقرية.
ووقف الأب فى حالة من الصمت أمام مقابر الأطفال أثناء مراسم دفنهم، وذلك بعد أن تسلم الجثامين بمشرحة المستشفى فور وصوله من السفر وتوجه للنيابة العامة وسماع أقواله.
كانت نيابة منية النصر تحت إشراف المستشار حسام الدين مصطفى معجوز، المحامي العام الأول لنيابة شمال المنصورة الكلية، قد استمعت لأقوال الأب فور وصوله والذي أكد عدم وجود أي مشكلات مع زوجتة وفوجئ بنبأ وفاة أبنائه .
وأصدرت النيابة العامة قراراً بالتصريح بدفن الجثامين الثلاثة عقب انتهاء الأطباء الشرعيين من تشريح جثامين الأطفال والذي تبين وجود جروح ذبحية ممتدة من أسفل الأذن اليسرى وحتى النهاية الإنسية لعظمة الترقوة اليمنى بالرقبة ناتجة عن إستخدام الة حادة سكين.
فيما تتلقى الأم القاتلة الرعاية الصحية بمستشفي المنصورة الدولي وجرى وضعها داخل العناية المركزة رغم استقرار حالتها وينتظر أعضاء النيابة العامة تحسن حالتها لبدء التحقيق معها واستجوابها
وعثرت الأجهزة الأمنية بمكان الحادث على رسالة مكتوبة بخط يد الأم المتهمة بقتل أبنائها تعترف فيها بارتكابها للواقعة وذبحهم داخل منزلها.
وتضمن نص الرسالة :"وديت ولادك الجنة يامحمد، وأنت كمان هتروح الجنة معاهم لأنك مقصرتش معانا في أي حاجة أنا اللي قصرت معاهم وبالذات أحمد فكان لازم أوديه الجنة لأن ذنبه في رقبتي لا علمته الكلام ولا الحياة والتعليم وأخواته معاه في الجنة ويابختك بالجنة، أنا ادعيلي انا كنت بتعذب في الدنيا ومش قادرة أعيش سامحني وربنا يكرمك باللي تستاهلك ويعوض عليك بولاد أحسن من ولادي".
وعثرت جدة الأطفال -والدة الأب " على جثث الأطفال مذبوحين داخل شقة فى منزل عائلة الأب الذى تبين أنه مقيم بالسعودية للعمل هناك، وسافر منذ 6 أشهر، ولاحقا تم العثور على الام فى حالة صحية حرجة، حيث تم العثور عليها مصابة قرب ترعة بالقرية تبعد عن المنزل حوالي 400 متر.
كان مدير أمن الدقهلية قد تلقى إخطاراً من مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ لضباط مباحث مركز شرطة منية النصر بقيام سيدة بإلقاء نفسها أمام جرار زراعي مما أدى إلى إصابتها بإصابات بالغة ، ونقلها لمستشفى منية النصر ولسوء حالتها جرى تحويلها لمستشفى المنصورة التخصصي.
انتقل ضباط وحدة مباحث مركز شرطة النصر وبالفحص تبين أن المصابة تدعى "حنان م. ا"، 30 عامًا، خريجة كلية تربية قسم لغة عربية ، متزوجة من "محمد .أ.م"، 33 عامًا، يعمل مدرسا بالمملكة العربية السعودية .
وتبين أن السيدة تقطن بمنطقة المكبس بقرية ميت تمامة، وفور التواصل مع أهليتها ، أبلغت والدة زوجها القوة الأمنية بعثورها على جثث أبناء نجلها الثلاثة مذبوحين داخل المنزل وهم "أحمد"،10 أعوام، و"أنس" 5 أعوام، و"سمية" تبلغ من العمر ثلاثة أشهر".
تحرر عن ذلك المحضر اللازم ، والعرض على النيابة لمباشرة التحقيق في الواقعة، وكلف مدير المباحث الجنائية فريق بحث من ضباط فرع البحث الجنائي تنسيقًا مع قطاع الأمن العام وضباط وحدة مباحث مركز شرطة منية النصر لكشف تفاصيل وغموض الحادث.
وفرضت الاجهزة الأمنية كردونا أمنيا حول منزل الضحايا، ووصل فريق من الطب الشرعي والأدلة الجنائية لمعاينة مسرح الجريمة، وتبين ان مسرح الجريمة عبارة عن شقة مكونة من 3 غرف وصالة ومطبخ وحمام، ولها 3 منافذ على الشارع عبارة عن شرفات ونوافذ، وتبين سلامة كافة منافذ الشقة ومخارجها، حيث لم يعثر على آثار عنف على الأبواب أو النوافذ، كما لم يتم مشاهد اثار بعثرة فى محتويات الشقة، مما يبعد احتمال القتل بغرض السرقة .
وعثر على الضحايا الثلاثة مصابين بطعنات وجروح ذبحية بالرقبة، وكانت الطعنات جميعها قاتلة، وأدت للوفاة فى غضون 3 دقائق على الأكثر، وفقًا لما أجرته النيابة العامة من معاينة وجرى العثور على جثثهم بصالة الشقة وغرفة مخصصة للطفل الأكبر وشقيقه.
كما تبين من فحص عينات الدماء التى تم رفع عينات منها من مسرح الجريمة ان الدماء الموجودة فى أرضية الشقة، تخص جميعها الضحايا ولا توجد فصائل دم أخرى تختلف عن فصائل دم الاطفال، كما عثر على آثار دماء أمام عتبة الشقة كما تم العثور بإحدى غرف منزلها ، وبكل منهم آثار "جروح" وبجوارهم آلة حادة بها آثار دماء، عليها بصماتها .