وصلت ليلى ـ فتاة الليل ـ مع الرجل الي منزله .. خرجت من السيارة وما زال القلق والخوف يراودانها من ناحية هذا الرجل .. كثيرا ما فكرت طوال الطريق ان تعود وترد اليه ماله ولكن لم تستطع .. لمَ ؟؟!! لا تدري .. وكأن شيئا ما قد سلبها تلك العزيمة والارادة فلم تستطع ان تعود او ترجع عن المُضي مع هذا الرجل .. كانت مجرد فكرة داخل عقلها لا تستطيع تحقيقها على ارض الواقع وكأنها تساق لا إراديا على السير في طريق لا يعلم نهايتها الا الله .. وعند خروجها من السيارة الى مبني جميل يشبه مسجدا من الخارج .. قالت له بصوت يكاد لا يسمع من شدة الخوف .. أهذا منزلك؟.. فابتسم كعادته وقال نعم .. جميل ؟ قالت .. نعم .. ولكنه يشبه المسجد !! قال لها .. انه على الطراز الاسلامي .. اقتربا من الباب ثم قام بفتح الباب وقال لها .. تفضلي .. دخلت ليلى وقدماها تكاد لا تحملانها من القلق والخوف وتشعر بأنهما يتحركان دون أمر منها وكأنهما يعرفان الطريق الذي يقصدانه .. أخذت تنظر الى جميع أركان المنزل .. رائحة جميله جدا في المكان لم تشمها من قبل دون آثار بخور .. الأثاث بسيط...آيات من القرآن الكريم تكسو الحوائط .. المنزل مضاء كنور النهار بدون إضاءة .. لم تجد لمبة واحدة .. سألته متعجبة .. كأننا في النهار تماما .. لم أرَ ذلك من قبل !! ولكن أين وضعت مصدر الاضاءة ؟!! فتبسم كالعادة وقال .. انه نور قلبك الذي سيشق ظلام الباطل .. لم تفهم ليلى معني تلك الكلمات ولم تسأل عن معناها .. كل ما يشغلها الان ان تنجز مهمتها ثم تغادر المكان فورا ...تفقدت المكان ثم قالت : اين غرفة النوم ؟ قال لها .. لمَ انت متعجلة..؟ انتظري قليلا .. قالت ولمَ الانتظار؟ .. دعنا ننهي ما جئتُ لأجله فأنا مشغولة .. قال لها .. نشرب شيئا أولا .. ماذا تحبين ان تشربي؟ قالت ويسكي .. فابتسم قائلا .. نشرب لبنا أفضل .. وقبل أن تتفوّه بكلمة .. قال لها تفضلي .. وجدت اللبن أمامها .. تعجبت ..فمن اين اتي باللبن ؟! ومَن أحضره ؟!! وهل اللبن مناسب لليلة مثل هذه ؟!! قالت له.. استحلفك بالله .. من انت ؟!! انت لست بطالب ليلة حمراء ووجهك ليس وجه فاحشة.. والمكان أيضا ليس بمكان ترتكب فيه الفاحشة .. أشعر فيه بشيء غريب .. إحساس لا استطيع وصفه لأني لم اشعر به من قبل …وكأني في عالم آخر .. مَن انت؟ أجبني وماذا تريد مني ؟!! ابتسمَ كالعادة وقال لها .. سلمي علي ضيفتيك اولا .. نظرت الى حيث أشار فأخذتها الصدمة من هول ما رأت .
يتبع في الحلقة القادمة...
للطلاع على الحلقة الاولى اضغط هنـــــــــا