على طريق الانسحاب الروسي من مناطق قرب كييف، انتشرت الدبابات المحترقة وتناثرت الجثث في منطقة بوتشا التي تقع إلى الشمال من العاصمة الأوكرانية.
وقد انتشرت مقاطع مصورة، على مواقع التواصل الاجتماعي، للدمار الذي خلفته القوات الروسية، ولم يتسن لموقع الحرة التأكد من صحة هذه الفيديو لكن أحدها تحققت منه صحيفة واشنطن بوست، ويظهر فيه تسعة جثث على الأقل، بينهم جثة طفل، في شارع بمنطقة سكنية في بوتشا.
بينما يُظهر مقطع فيديو آخر رجلين يقودان سيارتين في المدينة، ويمرون بالسيارات المحترقة على طريق الانسحاب، حيث يتكدس الحطام والإطارات والحواجز القديمة المضادة للدبابات.
تقول واشنطن بوست إن القوات الروسية انسحبت من بلدة بوتشا، التي يبلغ عدد سكانها 37 ألف نسمة شمال غربي كييف، وضواحي أخرى من العاصمة مؤخرا، مخلفة وراءها آثار دمار.
وقد قاتلت القوات الروسية للسيطرة على بوتشا ابتداء من 27 فبراير -بعد ثلاثة أيام من بدء الغزو- وحاصر "القصف المستمر" السكان في المنازل والملاجئ بدون كهرباء أو غاز، بحسب هيومن رايتس ووتش.
وبعد أسبوع، دمر القتال برج المياه في بوتشا.
وأجرت منظمة هيومن رايتس ووتش، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، مقابلات مع السكان الذين تحدثوا عن نهب الجنود الروس المنازل، وانتشرت تقارير عن إطلاق النار على مدنيين أثناء محاولتهم الحصول على الماء.
وقالت سيدة إن الجنود الروس هددوها بإطلاق النار عليها إذا حاولت استعادة جثة زوجها.
وتحدث صحفيون على الأرض في بوتشا، السبت، عن جثث تناثرت في الشوارع، حيث أفاد صحفيون من وكالة فرانس برس أن جثث 20 رجلا على الأقل بملابس مدنية كانت ملقاة في أحد الشوارع واحد، وكانت إحدى الجثث مقيدة اليدين.
وقالت الوكالة إن سبب الوفاة لم يتضح على الفور، رغم إصابة جثة واحدة على ما يبدو بجرح كبير في الرأس.
ولم تتمكن القوات الأوكرانية من دخول كامل بوتشا إلا قبل يوم أو يومين بعد أن تعذر الوصول إليها لمدة ناهزت شهرا.
ووزع العسكريون الأوكرانيون مساعدات على السكان للمرة الأولى منذ سيطرت الحكومة على المدينة مجددا.
وكانت الحكومة الأوكرانية أفادت، السبت، بأن القوات الروسية تقوم "بانسحاب سريع" من منطقتي كييف وتشرنيهيف في شمال أوكرانيا بهدف إعادة الانتشار في شرق البلاد وجنوبها.