فتاة تزوجت مرتين..فرحت في الزواج الاول وبكت في الثاني

جمعة, 25/02/2022 - 22:44

بطلة هذه القصة فتاة جميلة صاحبة أخلاق عالية وتربية إسلامية فاضلة ,

لم تعرف في حياتها التبرج أو الخروج من بيت أهلها الى الشوارع والاسواق كما تفعل الكثيرات من بنات جيلها.

تقدم لها شاب من شباب القرية وخطبها من والدها وكانت في أشد الفرح والسرور بذلك الشاب الغني الوسيم , وقد تم الزفاف على الطريقة الإسلامية البسيطة ، ودخل العروسان إلى منزلهما الجديد دون صخب ولا فِرق موسيقية أو طبول كما جرت بذلك عادة معظم الناس.

وبعد أن دخلا بيتهما وجدا طعاما قد جهزه الاهل لهما فقامت الزوجة بتقديم العشاء لزوجها ، واجتمعا على المائدة ، وفجأة سمع الاثنان صوت أحد ما يطرق الباب ، فانزعج الزوج وقال غاضباً : مَن ذا الذي يأتي في هذه الساعة؟ فقامت الزوجة لتفتح الباب ، وقفت خلف الباب وسألت : من بالباب ؟

فأجابها الصوت من خلف الباب : أنا سائلٌ جائع يريد بعض الطعام ..

فعادت إلى زوجها ، فبادر بسؤالها : من بالباب ؟ فقالت له : سائل يريد بعض الطعام ...فغضب الزوج وقال: أهذا الذي يزعج راحتنا ونحن في ليلة زفافنا الأولى؟

فخرج زوجها الى السائل غاضبا وضربه ضرباً مبرحاً ، ثم طرده شر طردة ..

فخرج الرجل وهو لا يزال على جوعه والجروح تملأ روحه وجسده وكرامته ..ثم عاد الزوج إلى عروسه وهو في ضيق شديد من ذاك السائل الذي قطع عليه متعة ليلته الاولى مع زوجته.

وفجأة أصابه شيء يشبه الجنون وضاقت عليه الدنيا بما رحبت ، فخرج من منزله وهو يصرخ ، وترك زوجته التي أصابها الرعب من منظر زوجها الذي فارقها في ليلة زفافها...ولكنها مشيئة الله.

صبرت الزوجة واحتسبت الأجر عند الله تعالى ، وبعد عدة اشهر ذهب والدها الى القاضي وطلب تطليق ابنته من هذا الشاب الذي أصيب بالجنون وأصبح يدور في الشوارع هائما على وجهه ,فطلقها القاضي , ثم جلست في بيت أهلها تنتظر ما الله صانع بها.

وبعد 15 سنة من تلك الحادثة، تقدم شخص آخر لخطبتها ، فوافقت عليه وتم الزواج ، وفي ليلة الزفاف الأولى اجتمع الزوجان على مائدة العشاء , وفجأة سمع الاثنان صوت الباب يقرع ، فقال الزوج لزوجته :

اذهبي فافتحي الباب , فقامت الزوجة ووقفت خلف الباب ، ثم سألت : من بالباب؟ فجاءها الصوت

من خلف الباب : سائل جائع يريد بعض الطعام .. فرجعت إلى زوجها ، فسألها :

من بالباب ؟ فقالت له : سائل يطلب بعض الطعام ...فرفع الزوج المائدة كلها بيديه وقال لزوجته : أعطيه كل الطعام ، ودعيه يأكل إلى أن يشبع ، وما بقي من طعام فسنأكله نحن .. فذهبت الزوجة وقدمت الطعام للرجل ، ثم عادت إلى زوجها وهي تبكي ،

فسألها : ماذا بك ؟ لمَ تبكين؟ ماذا حصل؟

هل شتمك؟

فأجابته والدموع تفيض من عينيها : لا .

فقال لها : فهل أهانك ؟ فقالت :لا.

فقال : فهل آذاك؟ فقالت : لا .. إذن ففيمَ بكاؤك؟ قالت : هذا الرجل الذي يجلس على بابك ويأكل من طعامك ، كان زوجاً لي قبل 15 عاماً ، وفي ليلة زفافي منه ، طرق سائل بابنا ، فخرج زوجي وضرب الرجل ضرباً موجعاً ثم طرده ، ثم عاد إليّ متجهماً ضائق الصدر،

ثم أظنه جُن أو أصابه مس من الجن والشياطين ، فخرج هائماً لا يدري أين يذهب ، ولم أره بعدها إلا هذه اللحظة وهو في حالة يرثى لها يكاد يموت من الجوع , ويسأل الناس.

عند ذلك انفجر زوجها باكياً ، فقالت له: ما يبكيك؟

فقال لها :

أتعرفين من هو ذاك الرجل الذي ضربه زوجك؟ فقالت : مَن ؟ فقال لها : إنه أنا ..

فسبحان الله العزيز المنتقم الذي انتقم لعبده الفقير المسكين الذي جاء مطأطئ الرأس يسأل الناس .. والألم يعصره من شدة الجوع ، فزاد عليه ذلك الزوج ألمه ، وجعله يخرج وقلبه يعتصر لِما أصابه من إهانة جرحت كرامته وبدنه ....إلا أن الله لا يرضى بالظلم ، فأنزل عقابه على من احتقر انساناً وظلمه ، وكافأ عبداً صابراً على صبره ، فدارت بهما الدنيا, ورزق الله عبده المسكين فأغناه عن الناس ، وأرسل بلاءه على الرجل الظالم الذي كان غنيا ففقد عقله وفقد ماله ، ثم صار يسأل الناس ..... وسبحان الله الكريم الذي رزق فتاة مؤمنة صبرت على ابتلاء الله 15 سنة ، فعوضها الله بخير من زوجها السابق.

 

  

         

بحث