كشف الدكتور محمود الوصيفي، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة المنصورة، عن إحدى الحالات التي كان يعالجها من الوسواس القهري، قائلاً إن الزوج اضطر إلى النزول عند رغبة زوجته والزواج بثانية فقط لتتخلص زوجته من وسواسها القهري وعذابها النفسي.
يقول د. محمود الوصيفي، الطبيب المعالج للحالة: «خلال الكشف على الزوجة بصحبة زوجها طلبًا للعلاج من شكوى نفسية أخرى، واستكمالًا لتاريخها المرضى، وأثناء مناظرة الزوجين، توقعت للوهلة الأولى أن الزواج الثاني هو أحد أسباب العبء النفسي للزوجة، وفوجئت باعتراض الزوجة، وأن ذلك هو أحد أهم أسباب راحتها النفسية، مشيرة إلى معاناتها من وسواس قهري شديد لسنوات، وتشعر بأفكار وسواسية وأن زوجها يريد الزواج من أخرى». وفقاً لصحيفة "المصري اليوم".
ويتابع: «ولأن هذه الأفكار كانت تطاردها بشكل مدمر ليل نهار، ما شكل تأثيرًا سلبيًا على حالتها الصحية والنفسية، وكان معوقًا لاستمرار حياتها بشكل سليم، فقد فوجدت أن زواج زوجها بأخرى سوف ينهى هذا الألم ويحقق لها راحة البال».
وقال الزوج إنه «لم يكن ينوى الزواج بأخرى، وأن علاقتهما الزوجية والعاطفية أكثر من رائعة، وأنه لا يرى غيرها من النساء؛ لكنها دفعته بإلحاحها الشديد وإصرارها البالغ إلى أن يقبل مضطرًا بالزواج من أخرى واختيارها بنفسها حفاظًا على حالتها الصحية، وبدافع حبه الشديد لها، وقد شعرت الزوجة بعد زواج زوجها براحة نفسية بالغة!».
ويضيف الوصيفي أنه أحيانًا يكون المصابون بالوسواس القهري واعين لحقيقة أن تصرفاتهم وسواسية وأنها غير منطقية، ويحاولون تجاهلها؛ لكن هذه المحاولات تزيد الشعور بالضيق والقلق، لذا تعتبر هذه التصرفات بالنسبة لهم إلزامية للتخفيف من الشعور بالضيق والألم.
وهذا ما دفع الزوجة لمحاولة التخفيف من حدة مرضها، أما بالنسبة لطريقة العلاج التي لجأت إليها الزوجة فيُطلق عليها في الطب النفسي «التعرض ومنع الاستجابة»، عن طريق جعل المريض يواجه مثيرات الوساوس التي يخشاها بنفسه علاجًا له، تطبيقًا لمقولة: «داوها بالتي كانت هي الداء».
ويشار إلى أن الوسواس القهري هو نوع من الاضطرابات النفسية المرتبطة بالقلق نتيجة تغير كيميائى يحدث في أداء الدماغ أو وجود عوامل جينية ووراثية، ويتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية وسواسية تؤدى إلى تكرار بعض التصرفات إجباريًا وقهريًا، ما يعوق الحياة اليومية.