عرفنا كيد النساء وما جاء من قصص وحكايات مثيرة حوله , واليوم إليكم قصة عن كيد الرجال ,فتأملوها ,وقارنوا بينها وبين كيد النساء ,حيث يقول أحد القضاة البارزين المشهود لهم بالحزم والقوة في قول الحق والصدع به :
لقد تزوجت خفية عن زوجتي الأولى ، ولكنها أحسّت بذلك دون دليل ، وصرتُ كلما أثارتْ الموضوع أقنعها بأن ما تتخيله مجرد وهم ووسوسة.
ثم اتفقت أنا وزوجتي الثانية على خطة كيدية رسمتها بنفسي لإقناعها.
ولتنفيذ الخطة ذهبتْ زوجتي الثانية ، إلى بيتي وقت صلاة الظهر ، فسلمتْ على زوجتي الأولى وقالت لها :
أريد أن أستشير الشيخ القاضي في أمر ما ,فرّحبت بها الزوجة الأولى وقالت :
انتظريه ، فسيعود بعد الصلاة،
ولما عدت من الصلاة ، أخبرتني زوجتي الاولى أن امرأة في الصالون تنتظرني ، فدخلتُ عليها رفقة زوجتي الأولى..
المهم ..استمعت لها وهي تقول :
يا سيدي القاضي ..إن لي زوجاً أحبه ويحبني ، ولكنني لاحظتُ في الأيام الأخيرة أمورا جعلتني أشك أنه قد تزوج عليَّ من امرأة أخرى ,وقد فاتحته في الموضوع حول شكوكي فأنكر بشدة وحاول إقناعي بأن هذه مجرد وساوس من الشيطان الذي لن ولم يرضَ لنا هذا النوع من الانسجام والحب الذي بيننا ,وكلما أثرتُ الموضوع معه ، لأني لا أصبر ، أقنعني بأن ما أتوهمه بعيدا عن الحقيقة.
يقول القاضي : بعدما انتهت زوجتي الثانية من حديثها قلت لها :
اسمعي يا ابنتي... زوجك صادق، هذه وساوس من الشيطان ، يقدمها لك ويحاول إقناعك بها ,فهو يريد أن يفسد بين المرء وزوجه فاستعيذي منه ، وأبعدي الشكوك من رأسك..
ثم قال :
لماذا نذهب بعيداً ، هذه زوجتي أمامك قد عشّش إبليس في رأسها وأوهمها بأني متزوج من امرأة أخرى،
وكلما قدمت لها الأدلة اقتنعت ولكن الشيطان لا يتركها، ويعود إلى وسوسته لها ثم تعود إلى نفس الموضوع ..
وأنا أمامك الآن أقـول وأقسم بالله :
إنني إن كانت لي زوجة خارج هذه الغرفة ، فهي : ((طـالق))
فقفزت زوجته الأولى ، وقبّلت يديه واعتذرت له وقالت : ما بعد هذا القسم من شيء أكثر إقناعا ، سوف أدحر إبليس وأطرد وساوسه عني، ولن أعود للشك مرةً آخرى. ,وبعد ذلك اقتنعت اقتناعا تاما ولم تعد للشك أو السؤال عن الموضوع ,وبهذه المكيدة استراحت زوجتي وارتحتُ من الشكوك وكثرة الاسئلة ووجع الدماغ.
هذه القصة رواها قاضي القضاة السعودي ـ في اجتماع ضم العديد من الشخصيات الهامة بحضرة ولي العهد ووزير الدفاع الاسبق الامير سلطان بن عبد العزيز ,رحمه الله ,وكان أحد الاشخاص الحاضرين هو مَن طلب من القاضي أن يقص ما جرى بينه وبين زوجتيْه أمام الامير لإضفاء نوع من المرح الفكاهة بعد أن كان الاجتماع مخصصا لنقاش بعض المشاريع والمنشآت الهامة.