المركز الوطني لأمراض القلب .. قصص تدمي القلب

خميس, 12/08/2021 - 10:21
عدت بالأمس صديقا لي يرقد بالمركز الوطني لأمراض القلب اثر وعكة صحية ألمت به .. احتجت ، أنا القادم من شرق العاصمة ، ساعة كاملة للوصول إلى المركز ، وهناك سمعت قصصا تدمي القلب عن صعوبة النقل وتكاليف الإقامة قرب المركز والرسوم الباهظة لعمليات القلب التي قد تصل (1.200.000 أوقية قديمة للعملية وحدها ) ، والرسوم اليومية للغرفة تبلغ 39.000 أوقية قديمة لليوم الواحد ، و أقرب صيدلية تبعد عدة كيلومترات من المركز الذي شيد بواد غير ذي زرع .. وعن جشع التجار وأصحاب الاستراحات المجاورة حدث ولا حرج .
المركز ، رغم أنه شيد وفق أفضل المواصفات ويعتبر درة منجزات الرئيس السابق ، إلا أنه لم تراعى في بنائه ظروف فقراء أحياء الضواحي وقد كان من الأفضل تشييده وسط المطار القديم ليكون في متناول الجميع .
فما ذا لو ألمت نوبة قلبية بأحد سكان عرفات أو توحنين أو الترحيل خلال الهزيع الأخير من الليل ؟ .
وما حيلة أسرة فقيرة حيال رسوم العمليات الباهظة وتأجير غرف المستشفى والأقامة حوله والإعاشة ...؟.
روت لي ، ذات مرة ، سيدة عن رجل مسن احتاج عملية تزيد رسومها عن المليون أوقية قديمة ، ولما لم يكن بحوزته غير ربع هذا المبلغ قرر العودة إلي منزله في انتظار قضاء الله فيه ، فطلبت منه الإدارة التوقيع قبل الانصراف لإخلاء مسؤوليتها .. قالت محدثتي ، وهي تجهش بالبكاء ، كان آخر ما سمعته منه وهو يغادر : ( اعيدوني إلى بيتي لأموت هناك بسلام !) .
فليحفظ الله قلوب فقراء هذا الوطن وليجازي كل يد بيضاء تمتد وسط هذا الكم من المعاناة لمساعدة مرضى لاحول لهم ولاقوة .
وصلى الله وسلم على نبي الرحمة والإحسان
 
نقلا عن صفحة أحمد ولد السالم

       

بحث