مع حلول ذكرى رئاسة غزواني..الحصيلة الحقيقية

اثنين, 02/08/2021 - 23:12

مع حلول ذكرى أخذ الغزواني للسلطة انطلق مارتون التقرب، وأخذ السباق وتيرته المعهودة حين يحل موسم من مواسمه، لا عبرة بالأحوال في الواقع، ولا بما هو موجود، ولا بالحقيقة، المهم والمطلوب هو أن يكون الرمز معجزة، حقق ما عجز عنه أسلافه، حتى بنفس الطاقم، ودون تغير في العقلية والتوجه، إنها الخلطة السحرية وسلاح الموالين لإعدام كل المشاكل التي يعيشها المواطن، وإخراج الرمز من وحلها، بتقديم قوالب ركيكة البناء والمضمون بمنطوقها ومكتوبها لنفي الحقائق، وتقديم واقع غير الواقع الحقيقي الذي يعيشه البلد، وحجب المعاناة التي يعيشها المواطن على أكثر من صعيد..!

 

لست بحاجة إلى خيال مثمن كي أصور مآسي شعب "واقعه أشد هولا من الخيال"، ولست بحاجة إلى الشدو الحسن وطيور غابتنا تغني بفاحش الكلام، وتعرف بلحن القول، كما أني لست بحاجة لاختيار عينات من مقول المثمنين ليكون كلامي ردا عليها، لأنهم يتكلمون بقلم الأمعاء، ويرددون نفس الكلام، مع التوحد في الدافع والمبتغى..

 

إن الحصيلة الحقيقية التي نحصدها بعد شداد الغزواني الاثنتين هي حصيلة مزارع الفساد، والتوزيع غير العادل للثروة، وإطلاق أيادي المفسدين في المال العام، وهو ما أنتج اختلالا خطيرا في البنية المجتمعية، وبسببه أصبح هناك فريق في الجنة وآخر في سعير الفقر والفاقة والغبن..

 

لا شيء يثير الاستغراب أكثر من الحديث عن إنجازات نظام عاجز عن ضبط أسعار المواد الأساسية، ومواطنوه يطحنهم الغلاء المعيشي، ولم يعد بمقدور متوسطهم شراء حاجياته الرئيسية بعد الارتفاع الجنوني للأسعار، أحرى أن تكون في متناول فقيرهم..، فضلا عن انعدام أي وسيلة لدى نظام الحصيلة لضبط تلك الأسعار أو خفضها أو ضمان استقرارها، وتدخله في هذا المجال منحصر في صور للتجار داخل وزارة التجارة وحديث عن اتفاق لخفض الأسعار سرعان ما يكذبه الواقع..!

 

لقد وصلت أسعار الأرز اليوم والألبان والقمح وزيت الطهي... إلى مستويات خيالية، تزامنا مع تدني القوة الشرائية للمواطنين، وضعف الأوقية، فعن أي حصيلة تتحدثون!؟

 

لا شيء يثير الاستغراب من الحديث عن إنجازات نظام عاجز عن توفير الدواء لمواطنيه، وعن توفير الأكسجين بأكبر المستشفيات وأهمها، وعن حالات مستعجلة تطلب من المريض دفع الرسوم قبل التشخيص..!

 

ولاشيء يثير الاستغراب أكثر من الحديث عن إنجازات نظام لا يستطيع تأمين أرواح المواطنين وممتلكاتهم، وبدلا من ذلك يتركون لعبث اللصوص، وفي الوقت الذي تنتشر فيه جرائم القتل والسلب والاغتصاب يشتغل القادة الأمنيون بإدخال الأبناء والأقارب إلى سلك الضباط في مختلف المؤسسات الأمنية، تاركين بين الغلابة واللصوص، وحين يستنجد بهم للإنقاذ فهم ربما أكثر حاجة إليه فعن أي إنجاز تتحدثون!؟

 

لن تحجب أقلام الغلمان، أو عويلهم الحصيلة المفزعة والواقع الأليم الذي نعيشه، ومن يحاول ذلك فهو تماما كالذي يحاول حجب ضوء الشمس بغربال، ولم يعد هناك من يصدق تلك الأكاذيب، أو تضلله تلك الأقاويل، ومن زرع الفساد، وذهب في توجه المفسدين، وطاقمه تكتل من مفسدي مختلف العهود لن تكون له أي حصيلة إيجابية أحرى أن تكون مادة للدعاية، فمن يبذر الشوك يجن الجراح..

باب ولد ابراهيم

  

         

بحث