الطريقة الغزوانية للوصول إلى السلطة

أحد, 20/06/2021 - 21:07

سلك الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني طريقا دراسيا ومهنيا، قاده – فى نهاية المطاف – إلى كرسي الرئاسة فى موريتانيا. ذلك المسار – أي مسار شخص الرئيس – هو المقصود هنا بالطريقة الغزوانية.

“إن للدهر، إن تأملت صرفًا .. يكسب المرء، حكمة واعتبارا”

نتأمل قليلا فى صروف الدهر والسياسة مع إبراهيم ولد الشيخ سيديا، نغوص فى المحيط الهادي مع الغواصة الروسية، نبحث مع اللجنة البرلمانية عن جوهرة مفقودة أو قطعة من الماس فى تاريخ ولد عبد العزيز.

 نلعب كلومار مع الرأي العام، والكوريدا مع الثيران، ومع الأسد فى الغابة. ندخل الكوليزى والسيرك، مع أصحاب الطبول والمزامير. ونتجول فى شوارع نواكشوط مع آلمودات. نجرب لعبة الحروف والأرقام بالانقلابات والانتخابات مع حبيب ولد محفوظ، ونشارك محمد يحظيه ولد ابريد الليل فى قتل الساحرة الشريرة. نبحث عن سر الحرف فى مياه سيدي حرازم، وكبريت الكاريزما، ومتلازمة اللون الأحمر، ونحكم مع الخليل النحوي على عقدة العهد بين عزيز وغزواني، وندرس عقدة القائد من السيد وفق فيكتور هيكو؛ فى القيادة والحكم.

نشارك زعماء المعارضة فى الهتاف برحيل العسكر، أيام الربيع العربي.

نركب البحر، نتنور ضوء الموانئ البعيدة، نتطلع إلى رؤية بلقيس تغطي ساقيها بالملحفة، ونغترب فى النُّوارة، لنسمع كرمي بنت آب تُرَقص مولودا جديدا، بألحانها العذبة : “حانيناك.. حانيناك”

“افْمَعالي لُمورْ .. بوك الخلاَّك احذاك .. امشِ مشْيو والدَّور .. ابعَّد ذاك امعاك.”

1 – الخارطة

يتضمن العنوان خدعة صحفية، لا تنطلي على القارئ المتمعن؛ لأن الدلالة الصوفية التي تقفز إلى الذهن – فى الوهلة الأولى – لعبارة  “الطريقة الغزوانية”، ليست هي المقصودة بالعنوان.

نعم، لا ننكر أن التاريخ الإسلامي فى موريتانيا حافل بالإنجازات الثقافية والعلمية التي تستند إلى أسس صوفية كالقادرية، والشاذلية، والنقشبندية، والتيجانية، والصديقية. وينتمي فرع الغظفية عند أسرة أهل الغزواني فى موريتانيا، إلى الطريقة الشاذلية؛ نسبة إلى مؤسسها أبي الحسن الشاذلي. وتلك قصة أخرى طويلة، وليست هي الموضوع.

المقال مقال رأي، يسعى إلى رسم خارطة سياسية مختصرة للعاصمة الموريتانية نواكشوط، بقلم الرصاص، فى الفترة ما بين 1978 – 2020.

       

بحث