هي الحياة بين لحظة وأخرى تتغير الأحوال، يتأمل الإنسان في شيء والقدر يخط له نهاية الآمال ، فها هي سماح تنتظر عريسها إسلام لاصطحابها إلى الكوافير؛ استعدادا للاحتفال بزفافهما، وبينما هما في طريقهما للكوافير بمدينة الزقازيق، انقلبت السيارة التي تقلهما، فلقيا مصرعهما في الحال، وأصيب قائد السيارة صديق العريس .
بعدما تحول الفرح إلى مأتم ,أثارت الواقعة ردود فعل واسعة، وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء لنعي العروسين القاطنين في قرية شبرا العنب بمحافظة الشرقية.
في شهر مارس 2020 تقدم (إسلام 25 سنة، صاحب ورشة نجارة) لخطبة سماح- تصغرة بسنتين، بعد قصة حُب جمعتهما، على أن يكون زواجهما بعد سنة حتى يتمكن من تدبير متطلبات ذلك الزواج، لكن وفاة أحد أقارب الشاب، تسببت في تأجيل الزواج لمدة شهرين، وتحدد ثاني أيام عيد الفطر موعدا لزفافهما وفق صحيفة الاخبار.
أول أيام عيد الفطر، وبعد احتفاء العروسين بليلة الحناء، في جو بهيج، جمع الأصدقاء والأقارب وبعض أهالي القرية غادر المهنئون منزل العروس، بينما إسلام وسماح وأصدقاؤهما يخططون لحفل الزفاف، العروس تحدث صديقتها عن سيارة الزفاف المُجهزة بالورود وهي تسير بهما في شوارع القرية متجهة لـ"عش الزوجية" وسط فرحة الأهالى، بينما العريس يشدد على صديقه صاحب سيارة الزفاف أن يأتي في موعده، وانصرفوا جميعا.
فرغ المصلون من أداء صلاة الجمعة، ثاني أيام عيد الفطر، فسارعت أسرتا العروسين لاستقبال المهنئين، فيما هاتفت العروس عريسها تستعجله لاصطحابها للكوافير.
قبيل انطلاق السيارة التي تقلهما للكوافير، حرص العروسان على تحية أقاربهما وأصدقائهما، وكأنها وداع "بحسب صديقة العروس".
في الثانية ظهرا ثاني أيام العيد، همّ العروسان بالتوجه إلى الكوافير، سلكا طريق "بنها- الزقازيق"، بالقرب من قرية الزنكلون، وعلى بعد كيلومتر من الكوافير، انقلب السيارة إثر اصطدامها بسيارة مُسرعة من الخلف، ما أدى إلى وفاتهما في الحال، بينما صديق العريس "قائد السيارة" يصارع الموت داخل مستشفى بالزقازيق الآن.
على الفور انتقلت سيارات الإسعاف وتمكن المسعفون من انتشال جثتي العروسين، وتم التحفظ عليهما في المستشفى.
في قرية شبرا العنب، مسقط رأس العروسين، كان أهل العروسين كخلايا نحل، الجميع يرتب ويتأهب استعدادا لقدومهما، حتى علموا بالحادث.
وقع الخبر على أهل القرية كالصاعقة، انقلب الفرح والزغاريد لمأتم وعزاء.
بعد إنهاء الإجراءات اللازمة، صرحت النيابة العامة بالزقازيق بدفن الجثتين، وطلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الحادث.
قرب منتصف ليل الجمعة، خرجت القرية كافة لتوديع العروسين، وسط حالة حزن، حولت القرية إلى سرادقات عزاء صغيرة.