بات الوقت ينفد أمام امرأة هندية قتلت قبل نحو 12 عاما 7 من أفراد عائلته بجريمة وصفتها وسائل الإعلام بـ"البشعة والمرعية"، فيما ناشد طفلها، الذي أنجبته في السجن، السلطات العفو عن والدته والرأفة بها.
وبحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية فإن الحادثة المأساوية والدامية وقعت بتاريخ 15 ابريل من العام 2008، في قرية باوان خيري، الكائنة في ولاية أوتار براديش شمالي الهند.
ووفقا لوثائق المحكمة فإن، شابنام علي، التي كانت تبلغ من العمر 22 عاما وقت حدوث الجريمة ارتبطت بعلاقة عاطفية مع شاب يدعى سليم غير أن عائلتها لم توافق على ارتباطهما لأسباب اجتماعية وطبقية.
وأشارت الوثائق إلى أن الجيران كانوا قد هرعوا في الهزيع الأخير من الليل على أصوات صراخ مرعبة، ليكون لطيف الله خان، من أوائل الذين وصلوا إلى منزل الأسرة المكون من طابقين ليجد شابنام ملقاة على الأرض وقد فقدت الوعي بالقرب جثة والدها، شوكت علي، الذي جزت رقبته، وبعدها وجدت الشرطة جثث شقيقي المتهمة ووالدتها وزوجة أختها وابن عمها البالغ من العمر 14 عاما في غرفة ملطخة بالدماء ورؤوسهم شبه مقطوعة، فيما بدا ابن أخيها الرضيع، الذي اكتشفت التحقيقات لاحقًا أنه قد خنق حتى الموت، نائمًا بين جثتي والديه.
وفي حال جرى تنفيذ الحكم بشنام، فستكون أول امرأة تُعدم في الهند منذ 66 عامًا، علما أن أول سيدة أعدمت كانت تُدعى، راتان باي جاين، ويعود تاريخ إعدامها إلى عام 1955، بعد إدانتها بقتل ثلاث فتيات.
وعندما ارتكبت شابنام، التي عملت معلمة جريمتها، كانت حاملا في الأسبوع الثامن من عشيقها سليم، بيد أن فريق الدفاع نفى أن موكلته كانت على علم بذلك وأنها اكتشفت الأمر خلال فحص طبي روتيني عقب إلقاء القبض عليها.
ولكن النيابة العامة قالت في مرافعتها إن ذلك الحمل ربما يكون أحد أهم أسباب ارتكاب الجريمة من قبل العاشقين حتى يرثا ثروة الأسرة كلها ويؤسسا عائلة تعيش في حياة رغدة ومترفة.
وبحسب ما ذكرت تقارير إعلامية فإن سليم اشترك في الجريمة عبر شراء مواد منومة حصل عليها عن طريق أحد أصدقائه لتستخدمها شابنام في تنويم عائلتها قبل أن يصل عشيقها إلى البيت حاملا معه فأسا ارتكبا به عملية القتل الجماعية.
ويبلغ عمر ابن شابنام، بيتو (اسم مستعار)، 12 عاما، حاليا، وكان قد ولد في السجن وقضى أول 6 أعوام من حياته في السجن مع والدته، ولكنه الآن يعيش برفقة عائلة بالتبني إذ إن القانون في الهند لا يسمح للأم بالعيش مع طفلها في السجن بعد سن السادسة.
ومع اقتراب إعدامها، يحاول فريق شابنام القانوني إيقاف التنفيذ، ويجادل بأن تلك المرأة هي ضحية أيضًا، إذ تقول المحامية شريا راستوجي إن موكلتها التي لم تعترف حتى الآن بارتكاب الجريمة هي عبارة عن ضحية لمجتمع أبوي.
وشهدت نيشاي تياجي، وهي زميلة مدرس في المدرسة التي كان يعمل فيها شابنام، بأن زميلتها أخبرتها أنها تريد الزواج من سليم، لكن عائلتها عارضت ذلك، فيما قال سوخان علي، ابنة عم المتهمة، للمحكمة إن العشيق كان يأتي في كثير من الأحيان إلى منزل قريبته لمقابلتها، مشيرا إلى أن ذلك لم يكن يعجب والدها الذي اعتاد على ضربها وتأنيبها جراء ذلك.
وفي مناشدته لرئيس البلاد، قال ابن شابنام: "عندما قابلت أمي طلبت مني أن أدرس بجد وأكون إنسانا جيدا. وألا أخاف".
وأضاف: "آمل ألا يخيب رئيس الهند رجاء طفل مثلي ويعفو عن والدتي".
وفي العام 2016، رفض رئيس الهند، آنذاك، براناب مخرجي، التماس العفو الذي تقدمت به شابنام على أساس كونها أما لطفل صغير.