عندما يعلن شاب مثقف وسياسي حاذق مثل Elid Mohameden Mbareck ترشحه للرئاسيات قبل أن تنتصِف المأمورية الأولى للرئيس الحالي فاعلم أن اليأس والإحباط بلغَا منتهاهُما من هذا النظام؛ وأنّ الحملة بدأت منذ اللحظة وستكون الانتخايات صراعا قويا بين القوى الرجعية (السلطة التقليدية ورجال الأعمال وشيوخ القبائل وجوكيرات العسكر) وبين القوى التقدمية الشبابية الطامحة لتمدين الدولة، وسيكون الصراع مكشوفا بشكل لا يقبل التمويه والتلون واللعب على الحبلين
توقيت هذا الترشح ليس صدفة أبدًا؛ الحرب الداخلية المشتعلة داخل حزب الدولة upr، مع وجود أغلبية صامتة داخل الحزب نتيجة غضب أو خيبةَ أمل أو تردد حتى
الرئيس السابق "المتهم بجرائم مالية ودستورية" يحاول العودة السياسية عن طريق حزب مجهري مطمور؛ بينما يواصل القضاء البحث عن شبكاته المالية وتجميدها (حسابات بنكية كبيرة وسيولة مالية وعقار وأموال مبيّضة وأساطيل سيارات....إلخ)
انقطاع الأمل في أي مشاريع وطنية في ظل عجز النظام الحالي عن توفير الحد الأدنى من الخدمات الغذائية والأمنية والدوائية، واستحالة خروجه عن النهج العشري الكارثي في التعيينات والممارسات السياسية والاقتصادية والأمنية وموت المعارضة التقليدية وتحنيطها في متحف النظام، سيطرة عائلات مالية وصوفية وسياسية محدودة على الوظائف والاقتصاد والرتب العسكرية والسفارات والغياب التام لتساوي الفُرض في التوظيف .... إلخ
الارتفاع الكبير لمنسوب الوعي ووجود أغلبية شبابية في المجتمع كل هذا يجعل انتخابات 2024 غير طبيعية ومجهولة النتائج وخارج دائرة المتوَقّع والمُسَيطَر عليه؛
فستذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمريَ إلى الله إن الله بصير بالعباد.
من صفحة/ د. خالد عبد الودود