ينظمون كرنفالات الرقص على جثث أحلام شعب بكامله، راقصين على أصوات أمعاء الجوعى و المرضى، يتباهون بأفخم أنواع القماش و الثياب الملكية في زمن الجائحة و شح العيش!
يتنافسون في سباقات التملق بالعربات و العبارات، برعاية رسمية في عودة قوية بالوطن إلى عصور التكميم و التبذير المعروفة التي أدخلت الوطن في مأزق اقتصادي و سياسي خرج منه بصعوبة كانوا يصفونها بالمعجزة و يصفونها بأوصاف إلهية، تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا.
مهما تغافلتم ومهما استسلمتم لقبح شهواتكم و مهما انجرفتم وراء مصالحكم النفعية سيكتب التاريخ أنه في زمن الجائحة التي أثقلت كاهلة العالم بأسره و أرعبت البشرية جمعاء كانت هنالك ثلة من - المفسدين- الأولين اختطفت بلدها و استولت على خيراته و جمعت باسم شعبه أموالا طائلة ثم أطعمته الجوع و كراتين المعقمات و أواني البلاستيك وسجنته في أعرشته مصادرة حقه في التسول والتكسب و قطعت عنه الماء و الكهرباء!!
ثم ستسجل ذاكرة المجتمع بألم بالغ: أنه في عام " لمغاسل" مات الآلاف جوعا و عطشا في شهر رمضان الكريم تحت تعتيم اعلامي تواطأت النخبة و العصابة خلاله مع الجائحة و سيشهد أطفال اليوم بقسوة أمام عدالة الزمن التي ستطال الجميع إن لم يكن عاجلا فحتما آجلا.
ستورثون أولادكم خزيا لن يذكروكم معه بدعوة ولا صدقة و لا حتى عمل صالح، و سينصف في زمن آخر من تمارسون عليهم الظلم اليوم، حينها لن يبقى سوى ذكركم بالسوء و الخيانة و النفاق و التملق و الجبن و الظلم.
ماذا ستجيبون داعي الخير في شهر الفضل و العمل الصالح رمضان؟ كيف ستسكتون أمعاء الجوعى من هذا الشعب المسكين؟! كيف سطمسون آثار جرائم القتل التي تحدث في المستشفيات و غرف العمليات و منازل المرضى ممن حرموا الدواء وزودوا بسموم الأدوية المزورة في صيدليات رجال أعمال "الجماعة" و شركات التعليب الصينية..!
افتراءات الوجهاء وشيوخ النفاق و إشادات التلفزيونات المجندة لن تقيكم خزي الدنيا ولا عذاب الآخرة، قال تعالى {وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍۢ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ ٱفْتَرَىٰ}، صدق الله العظيم.
بدر الدين ولد عبد العزيز