روى زوج أم تقدمت للجوء في أسكتلندا وعُثِرَ عليها ميتة بجوار رضيعها البالغ من العمر 16 شهراً، داخل شقة مغلقة كيف كانت نجاة الطفل بمثابة مُعجزة حيث بقي حياً لمدة 4 أيام بينما والدته جثة هامدة بجواره.
الأم ميرسي باغوما (34 عاماً) عثر عليها ميتةً بالقرب من رضيعها الذي يحمل اسم أدريل عندما ذهب زوجها إيريك نانا (30 عاماً) إلى الشقة وطرق الباب دون رد، ثم سمع صوت بكاء الطفل، وفق ما سرد تقرير صحيفة Daily Mail البريطانية.
واتصل الأب بالشرطة التي اكتشفت الحقيقة المأساوية في مدينة غوفان بغلاسكو يوم 22 أغسطس/آب 2020، مع الطفل أدريل الذي كان ضعيفاً للغاية لدرجة أنّه عَجِزَ عن الوقوف داخل سريره.
بينما كانت ميرسي، أوغندية الأصل، عاجزةً عن العمل بسبب وضع اللجوء. لكنّها كانت تتطوّع في متجرٍ خيري وأرادت الانضمام إلى شرطة أسكتلندا.
زوجها قال: “لأنّهم يعتقدون أنّها ماتت ليلة الثلاثاء كما هو واضح، فمن المؤكد أنّ أدريل لم يحصل على أي طعام أو شراب أو شيء منذ تلك الليلة وحتى صباح السبت حين عثرنا عليه. ولم تكُن لديه أي قوة. وحين ضممته شعرت بعموده الفقري، وعظامه، وحفاضته. وكانت ملابسه ملطّخة بالدماء. إنّه أمرٌ لا يسعني تخيُّله. كان عاجزاً عن الوقوف على أقدامه.
أضاف: “كان مُعتاداً حين يراني أن يصرخ: (بابا، بابا، بابا)، وكُنت أحمله وأرفعه إلى الأعلى. لكنّه عجز في هذه المرة عن التعرّف علي. إنّ نجاته بمثابة المُعجزة. لا أعلم من أين له هذه القوة حتى يبكي بعد كل ذلك، لأنّه ظل على هذه الحال لعدة أيام”.
كان المال شحيحاً لدى الزوجين بسبب وضعية الهجرة، لكنّهما اعتادا صُنع طعام الطفل أدريل بأنفسهم.
الأب كان يحصل على شيك بقيمة 35 جنيهاً إسترلينياً (46.39 دولار) من الحكومة كل أسبوع، وكانت الأسرة تتلقّى الدعم من الجمعيات الخيرية والكنيسة.
كما أنكر المزاعم بأنّ ميرسي ماتت جوعاً، وقال: “كانت هناك الكثير من الأخبار الكاذبة حول الأمر، لأنّ الحديث المُتعلّق بموتها جوعاً هو خاطئ تماماً. ربما لا يحصل طالبو اللجوء واللاجئون على الكثير من الدعم الحكومي، ولكن هناك العديد من الجمعيات الخيرية التي تُقدّم يد العون. ومن الخطأ القول إنّ ميرسي ماتت جوعاً، إذ كان هناك أشخاصٌ يُساعدوننا”.
وما يزال الأب يترنّح من صدمة فقدان حبيبته، ويقول إنّ طفلهم ما يزال بحاجة إلى طمأنةٍ مُستمرة واهتمامٍ دائم أعقاب محنته المُروّعة.
إذ يقول الوالد: “طيلة تلك الأيام القليلة التي قضاها داخل الشقة، كان يشعر بأنه قد هُجِرَ وأن الجميع تخلّوا عنه. لذا فهو بحاجةٍ إلى طمأنة بأنّ والده بجواره ليعده بأنّه لن يتركُه أبداً. وفي الوقت الحالي لا يسمح لي بالغياب عن ناظريه، وصار يتبعني في كل مكان، لأنّه بحاجةٍ إلى الاهتمام. وهو بحاجةٍ إلى الطمأنة والكثير من الحب. وأتمنى له أن يكبُر وهو يعلم أنّ والده سيظل بجانبه دائماً، وأنّ والده سيُحبه ويعتني به، وحين يكبُر سأحكي له عن مدى حب والدته”.
وقال متحدثٌ باسم وزارة الداخلية: “سنُجري تحقيقاً كاملاً في قضية السيدة ميرسي”.