العلاقة بين حريق مركز تكوين العلماء وحريق منزل محمد فال السمسدي

اثنين, 15/03/2021 - 20:16

الشيء بالشيء يذكر

ذكرني الحريق الذي شب في باحة مركز تكوين العلماء بحريق آخر ، فالأسى يبعث الأسى، والشيء بالشيء يذكر.

في سنة 1956 احترقت دار رجل الأعمال محمد فال ولد الشيباني السمسدي في روصو، وكانت تضم دكانا وغرفة كبيرة ملحقة بالدكان تستقبل الضيوف وعابري السبيل من وإلى السنغال، وكانت دارا عامرة لرجل منفق كريم نعمت بساحتها الوفود.
وحين سمع الناس بذلك الحريق المهول انثالوا على صاحب الدار مواسين جماعات و وحدانا من كل حدب ينسلون ..
حدّث صاحب الدار محمد فال ولد الشيباني رحمه الله قال:
من ضمن من جاءني مواسيا الزعيم الوطني الرمز أحمدو ولد حرمة رحمه الله وتزامن مجيئه مع ورود قطعة شعرية بعث بها المؤرخ الأديب المختار ولد حامد رحمه الله مواسيا، قرأتها على الزعيم أحمدو ولد حرمة فأعجبته أيّما إعجاب وقال لي:
هذه القطعة من أجمل ما قيل في المواساة، بل ومن أجمل ما سمعت من الشعر.
فقال محمد فال مداعبا: الحق ما شهدت به الأعداء ..
كان محمد فال نفسه من حزب "الوفاق الموريتاني" مع ولد حرمة وكان ولد حامدٌ من حزب "الاتحاد التقدمي الموريتاني" المناوئ للوفاق لكن الاختلاف يومها لم يكن يفسد للود قضية، فقد كانت النفوس كبارا.

والقطعة هي:
إن تأكل النارُ تلك الدارَ فالعارُ :: لم يأكل الدارَ لاشطت بها الدارُ
لم يَحْمِ سورُك ذاك العَرضَ منفتحا :: والعِرضُ منكسرا تحميه أسوارٌ
وليس في أكل قربانٍ تقبله :: ربُّ الورى من تقيٍ منفقٍ عارُ
لم تأكلي عُشرَ ما قد كان يأكله :: في الدار جارٌ ومسكين وزوّارُ
دارٌ بها المجدُ مرفوعٌ منائره :: كأنها علمٌ في رأسه نارُ
يا نارُ كوني على دارٍ نزلتِ بها :: بردًا، وكوني سلامًا أيّها النارُ

كامل الود

الكاتب إكس ول إكس أگرگ

  

         

بحث