من أدب العلماء الأفاضل...

ثلاثاء, 09/03/2021 - 12:16

ذات نجعة خيَّمت محظرة اللغوي الشهير والأديب الكبير عبد الودود بن عبدلّ الألفغ حيبلي (أولاد أشفغ حيبلل ) على نجود آوكار، فكانت ترد إيمرزگان، التي عربها شاعر تلك البلاد الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديّ الأبييري بـ"الميامن" تفاؤلا، كما في قوله:

وقد حوت الميامن منزلاتٍ ... وريع بني المبارك منزلين

وكما في قوله المشتهر:

ودر بين الميامين العوالي ... فإن على معاهدها المدارا

وذات يوم ركب الشيخ عبد الودود بنفسه إلى البئر للإلتقاء بالأحياء التي تردها معهم، طلبا لجديد الأخبار وكل مفيد، فلقي عندها جمعا من تلامذة الشيخ سيديّ الكبير، فاختبرهم وصعد معهم ونزل في دقائق العلوم ونوادر الأخبار، فلفت انتباهه منهم فتى بوفرة علمه وحسن أدبه، وعندما سأله عن نفسه أخبره أنه أحمدُّ بن اسليمان الديماني، وكان والده الشيخ اسليمان من مشاهير فضلاء وعلماء أولاد ديمان في زمنه، عندها كتب عبد الودود إلى بني ديمان:

يا راكبا بلغنْ عني سليمانا ... وبلغنْ قومه أبناء ديمانا

أني لقيتُ فتى عند الميامن من ... ديمانَ تزهو به ديمانُ أزمانا

وعندما وصل البيتان الشيخ اسليمان انتدب أحد تلاميذه لإجابتهما، لما لتلميذه هذا من تمكن من ناصية الشعر، وهو: فالِ بن الحيمد الديماني، فقال:

يا راكبا نُجبا تخدي لتَبلغ مي ... -بُلّغتَها- بلغن أبناء ألفغ حيــ(بلّ)

أني لقيتُ فتى يُنمى لحيهمُ ... به أرى لهمُ ما لا أراه لحي

فلما بلغت الشيخ عبد الودود أراد إجابة صاحبها، فكتب إليه:

يا راكبا ناويا أن لا تمر بحي ... عرّج على حي فالِ ابن الحُميد وحي

حيٌ متى ارتحلوا فالمجد مرتحل ... وحيثما نزلوا فالمجد ينزل حيــــ(ثما نزلوا)

وقد أشار المختار بن حامد في أبياته التي مدح بها أولاد ألفغ حيبلّ إلى ما قاله ابن عمه فالِ بن الحيمد:

العِرض بالكسر في أبناء ألفغ حيـ(بل) ... عَلق وبالفتح عند القوم أتفه شي

لا يالمون إذا مُست عُروضهمُ ... لكنّ أعراضهم لحم -لعمرك- حي 

يحمون أعراضهم بالدين من جهة ... والدين أرفع صوتا من كُليب كلي

وبالمروءة من أخرى وبعدِ مدى ... في الجود طالوا به كعبا وحاتم طي 

وحاصل اﻷمر أن المال عندهمُ ... محروق أُمٍ ومحروقٌ كذاك أبي 

قوم سعيدون أخيار فباهِ بهم ... مهما تباهي وهنّئهم بذاك وحي 

فلن نزال كما كانت أوائلنا ... (نرى لحيهم ما لا نراه لحي)

رحم الله السلف وبارك في الخلف

  

         

بحث