من الأمثلة المتداولة في مجتمعنا العربي “إن من الشعر لحكمة ” والمتتبع لقصائد الشعراء قديما وحديثا لا يستطيع أن ينتهي من قراءة قصيدة في ديوان هذا الشاعر أو ذاك الا واستنتج منها حكمة لم يكن له سابق المام بها …
حاولت ملأ وقت الفراغ بمطالعة قصيدة للشاعر: “المقنع الكندي” وهي بعنوان “يعاتبني في الدين “.
كانت القصيدة رائعة في عمق مدلول مقاصدها ، وبعد نظرة صاحبها وترفعه على قومه وسعيه لتطبيق فيهم ” مكافأة المسيئ منهم اليه بالاحسان”, والصفح عنه في تجاوزاته واخطائه فتحمل زلاتهم وعثراتهم فطبق فيهم المثل القائل “من سقاك دما فاسقيه لبنا’ فتلك شيمة الافاضل الترفع عن الدنايا والمذلات و ترك الرذائل لاصحابها.
ومن هذا المنطق تظهر الحكمة في قوله :
* وإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلف جدا *
* أراهم إلى نصري بطاء وأن هم
دعوني ٱلى نصر أتيتهم شدا*
* فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم
وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا*
إلى أن يقول :
* ولا احمل الحقد القديم عليهم
وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا*
فسوس الحقد والحسد ناخر في جسم صاحبه حتي يموت حزنا وكمدا لانه بلا علاج
اعاذنا الله واياكم من كل مكروه.