جريمة قتل غامضة في غرفة فندق لم يستطع الامن حل لغزها

اثنين, 04/01/2021 - 21:52

كثير من جرائم القتل تنتهي بدون معرفة القاتل و تُقيد ضد مجهول و من النادر أن تُغلق قضية دون معرفة هوية الضحية ، و لكن جريمة القتل التي حصلت في الغرفة رقم 1046 كانت شنيعة جداً و شديدة الغموض و لا زال الجدل قائماً حتى اليوم عن هوية القاتل و الضحية.. ولا يزال الغموض، حول الغرفة 1046 من فندق الرئيس، في وسط مدينة كانساس سيتي، والمعروفة بالغرفة الدموية.  

في الثاني من يناير 1935، في الساعة 1:20 من بعد الظهر، قام رجل بتسجيل الدخول إلى الفندق تحت اسم "رولاند تي. أوين".

في 3 يناير، بعد يوم واحد من وصول "أوين" إلى الفندق، توقفت خادمة الفندق، ماري سوبتيك، لتنظيف غرفته، كان في نحو الساعة 12 ظهرا، وكان معظم سكان الفندق في الخارج لهذا اليوم، وعند الوصول إلى غرفة أوين، وجدت الباب مغلقا من الداخل.

طرقت "ماري"، الباب وفتح أوين، بعد إصرارها على العودة لاحقاً، دخلت في النهاية، وجدت الغرفة في ظلام تام تقريبا، والضوء الوحيد قادم من مصباح طاولة صغير، أثناء تنظيفها، قال "أوين" إن لديه صديقًا قادمًا لزيارته قريبًا، وطلب عدم غلق الباب، وافقته ماري وتركته وخرجت.

بعد أربع ساعات، عادت "ماري" إلى غرفة 1046، مع مناشف نظيفة، ووجدت أن الباب ما زال غير مقفل منذ أن قامت بتنظيف الغرفة، وعند دخولها وجدت "أوين"، بملابسه على سريره نائما، لاحظت أن على طاولة بجوار سريره، ورقة مكتوب عليها: "سأعود في غضون 15 دقيقة.. انتظر".

في صباح اليوم التالي، 4 يناير، ذهبت "ماري"، لتنظيف الأسرة، وجدت باب "أوين" مغلق من الخارج، على افتراض أنه لم يكن في الداخل، فتحت الباب بمفتاحها الرئيسي، لكنها تفاجأت بـ"أوين" يجلس في الداخل، في الظلام، على الكرسي في زاوية الغرفة، وفي أثناء تنظيفها، رن جرس الهاتف، "لا، لا أريد تناول الطعام.. أنا لست جائعا، فقط تناولت الفطور.."، ثم كرر حديثه "لا..أنا لست جائعا."

بعد أن أغلق، "أوين" الهاتف، سأل "ماري" حول وظيفتها في الفندق، وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها معها، سألها عن عدد الغرف التي كانت مسؤولة عنها، وأي نوع من الناس يعيشون في الفندق، أجابت "ماري" بسرعة، انتهت من التنظيف، أدركت أنه منذ أن كان الباب مغلقًا من الخارج، كان أحدهم أغلق الباب على "أوين" في غرفته.

في وقت لاحق من ذلك اليوم، عادت ماري مع مناشف جديدة، وهذه المرة سمعت صوتين في الغرفة، بدلاً من أوين فقط، عندما أخبرتهم بمجيئها، قال لها صوت عميق أن تغادر، وقال إن لديه ما يكفي من المناشف، ثم في تلك الليلة، في نحو الساعة 11 مساءً، كان أحد عمال المدينة ويدعى "روبرت لين" يقود سيارته إلى منزله، لاحظ رجلا يركض في الشارع، دون معطف، وهو يرتدي ملابسه الداخلية فقط، رغم أنه كان الشتاء، ورأى "لين"، خدشا عميقا على ذراعه.

قال لين للرجل: "تبدو في حالة سيئة"، وجاء رد الرجل غريب: "سأقتل ذلك غداً"، كما أخبر لين صحيفة محلية، عام 1935، وافق لين على توصيل الرجل إلى موقف سيارات الأجرة، والذي عرف هذا الرجل بأنه "أوين".

وكانت نهاية القصة،

في اليوم التالي، لاحظ مشغل الفندق أن الهاتف في غرفة 1046 مرفوعا، وأرسل خادما بالفندق، ووجد "أوين" يرقد على السرير عارياً، وافترض أنه في حالة سكر.

بعد ساعات قليلة، كان الهاتف في الغرفة 1046 مرفوعا مرة أخرى، تم إرسال خادم في الطابق العلوي، وبعد أن قرع بصوت عال ولم يحصل على أي رد، استخدم مرة أخرى مفتاح المرور الرئيسي، كانت الغرفة مظلمة، عندما أشعل الضوء، كان المشهد مرعبا، حيث وجد الخادم "أوين"، على بعد قدمين من الباب، يجلس على ركبتيه، رأسه بين يديه غارقة في الدماء، كان لا يزال على قيد الحياة، وصف الخادم لصحيفة : "لقد نظرت حولي ورأيت الدماء على الجدران، على السرير، وفي الحمام".

عندما وصل الطبيب والشرطة، ثبت أن المشهد أكثر بشاعة، كان أوين مُقيدًا بالرقبة والمعصمين والكاحلين. بدا وكأنه تعرض للتعذيب، كان لديه كسر في الجمجمة وعدة جروح بسكين، واحدة منها ثقبت في الرئة، كان الدم حتى في السقف، مما أدى بالطبيب إلى استنتاج أن الإصابات كانت لها ست أو سبع ساعات.

كان "أوين"، لا يزال شبه واع، ولكن الكلمات القليلة التي تحدث بها فقط عمقت الغموض، قال لا أحد كان في الغرفة معه. "لقد وقعت في حوض الاستحمام"، وكان تفسيره الوحيد لإصاباته، ثم دخل "أوين" في غيبوبة عند وصوله إلى المستشفى ومنتصف الليل مات.

كشفت التحقيقات أن "أوين" ليس اسمه الحقيقي، وبعد مرور عام، شاهدت امرأة تدعى روبي أوجليترى مقالاً بمجلة عن جريمة القتل الغامضة، بما في ذلك صورة للضحية، تعرفت عليه، كان ابنها، أرتيموس أوجليتري، الذي اختفى من برمنجهام، ألاباما في أبريل من عام 1934.

 

قصة بوليسية قصيرة بعنوان : سر الغرفة 1046.. جريمة القتل التي لا تزال غامضة منذ 1935

 

 

  

         

بحث