حرق طفل رضيع بحجة إصابته بكورونا يلقى احتجاجا واسعا

اثنين, 28/12/2020 - 15:47

سلط الحرق القسري لجثة رضيع مسلم عمره 20 يوماً في سريلانكا الضوء على قرار حكومي مثير للجدل بحرق جثث كل من ماتوا نتيجة إصابتهم بكوفيد 19. ويقول منتقدون إن القرار لا يستند إلى أساس علمي وإنه يستهدف فقط الأقلية المسلمة. في هذا التقرير يسلط ساروج باثيرانا من الخدمة السنهالية في بي بي سي الضوء على هذه القضية.

شعر محمد فهيم وزوجته فاطمة شافنا بسعادة غامرة بعد مولد ابنهما شيخ في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني بعد ست سنوات من الانتظار.لكن فرحتهما لم تطل.

ففي مساء 7 ديسمبر/ كانون الأول لاحظا أن الرضيع يواجه صعوبة في التنفس. فهرعا إلى أفضل مستشفى للأطفال في العاصمة السريلانكية كولومبو وهو مستشفى ليدي ريدجواي.

"أخبرونا بأن المولود في حالة خطرة ويعاني من التهاب رئوي. وفي منتصف الليل أجروا اختبار أجسام مضادة، وأخبرونا أنه مصاب بفيروس كورونا"، كما قال محمد فهيم للخدمة السنهالية في بي بي سي.

ثم فحص الأطباء فهيم وزوجته واتضح أن النتيجة سلبية.

"تساءلت كيف كانت نتيجة طفلي إيجابية، رغم أن نتيجة كلينا -حتى أمه التي كانت ترضعه- سلبية".

ورغم الدموع والتوسلات، طالب المسؤولون الأبوين بمغادرة المستشفى، قائلين إنهم بحاجة لإجراء المزيد من الفحوص.

وفي اليوم التالي، أُخبر الأبوان بأن رضيعهما توفي نتيجة كوفيد 19. وطالب فهيم الأطباء بإجراء إختبار المسحة الطبية PCR للتأكد من ذلك، لكنهم رفضوا.

ثم طلب منه الأطباء التوقيع على وثيقة تفيد بموافقته على حرق جثة طفله وفقاً لما ينص عليه القانون السريلانكي.

غير أن فهيم رفض، إذ يُحرم الإسلام حرق الموتى باعتباره شكلاً من أشكال التشويه. كما أن المسلمين يؤمنون بالبعث بعد الموت وبأن الحرق يحول دون ذلك.

 

وليس فهيم وحده، فقد رفضت بعض العائلات المسلمة تسلم جثث ذويهم، تاركة للحكومة مهمة حرقها على نفقة الدولة، في حين قال كثيرون إنهم لن يتسلموا رماد أحبائهم.

يقول فهيم إنه طالب مراراً بتسلم جثمان رضيعه لكن المسؤولين رفضوا ذلك. وفي اليوم التالي أُخبر بأن جثمان ابنه نُقل إلى المحرقة.

ويضيف "ذهبت إلى هناك لكنني لم أدخل القاعة. كيف يمكنك أن تشاهد ابنك وهو يُحرق؟".