وقائع غريبة تشهدها بعض المحافظات مصرية، لا سيما محافظة المنيا جنوبي البلاد، بشأن كميات من محصول البطاطس هذا العام.
ومع تراجع أسعار البطاطس بالأسواق المصرية، لجأ عدد من المزارعين إلى التخلص من كميات من المحصول المتوافر لديهم بكميات كبيرة، مع ارتفاع حجم المعروض على حجم الطلب بصورة كبيرة، وذلك بطرق مختلفة، بلغت حد إلقاء البطاطس على جانبي الترع والمصارف.
وتحدث مختصون مصريون عنما وصفوه بـ"الخسائر التاريخية غير المسبوقة" لمنتجي البطاطس هذا العام في مصر، تعادل قيمتها إجمالي قيمة المحصول تماماً.
وقال نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة باتحاد الغرف التجارية، حاتم النجيب، إن عدداً من المزارعين بدأوا بالفعل في التخلص من المحصول بطرق مختلفة، من بينها وضعه للمواشي كعلف، على اعتبار أن سعر طن البطاطس وصل إلى 500 جنيه (الدولار بـ 15.6 جنيه)، وهو أقل من سعر طن أي علف للمواشي، وبالتالي تم التخلص من البطاطس، في ظل وفرتها، بتقديمها للمواشي.
وأشار النجيب، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن "المخزون الاستراتيجي الفائض من العام الماضي أضيفت إليه زراعات جديدة، وهي الخاصة بالعروة الشتوية، ما أدى إلى إغراق السوق بالبطاطس ومن ثمّ تراجع غير مسبوق في أسعارها، ما ينعكس على حجم الإنتاج العام المقبل ويؤدي لعزوف المنتجين الزراعيين عن زراعتها تعويضاً لخسائرهم، بما ينذر بزيادة في الأسعار العام المقبل.
وأوضح نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة، أن حل تلك النوعية من المشكلات يكمن في فتح أسواق تصديرية جديدة، والتوسع في التصنيع الزراعي، للمحافظة على المنتجين الزراعيين ودعمهم، باعتبار أن التصنيع الغذائي يمثل القيمة الحقيقية وعوائد الإنتاج للمُنتج.
وبلغ إجمالي صادرات مصر الزراعية من البطاطس منذ بداية العام 2020 وحتى 25 نوفمبر الماضي، حوالي 4.8 مليون طن من المنتجات الزراعية.
وجاءت البطاطس في المركز الثاني ضمن المنتجات الزراعية الأكثر تصديراً خلال تلك الفترة بـ678 ألفا و577 طن بطاطس، لتحتل المركز الثاني في الصادرات الزراعية بعد الموالح، وفق الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في مصر.
"الناس (منتجو البطاطس) يصرخون"، هكذا علق رئيس الجمعية العامة لمنتجي البطاطس في مصر، أحمد الشربيني.
وأكد أن منتجي البطاطس يتكبدون خسائر باهظة هذا العام بلغت حد خسارة إجمالي قيمة المحصول، وأنه يتم التخلص من كميات كبيرة، سواء بتقديمها للمواشي أو غير ذلك، في ظل زيادة العرض على الطلب، على اعتبار أنه تمت زراعة مساحات كبيرة العام الماضي، وفاق المُنتج احتياجات السوق، حتى في ظل المحافظة على معدلات التصدير السابقة للبطاطس.
وأوضح أن الفدان الواحد يخسر 40 ألف جنيه في المحصول الصيفي، و25 ألفاً في الشتوي، وهو ما عدّه، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" بمثابة خسائر غير مسبوقة بالنسبة للمنتجين الزراعيين، ليضطر الكثير من المزارعين إلى التخلص من البطاطس.
وتوقع أن يشهد العام المقبل تراجعاً في المساحات المزروعة، ومن ثم زيادة في الأسعار.
ونفى في الوقت ذاته تأثر المحصول بأزمة كورونا، في ظل مواصلة عمليات التصدير بنفس الكميات السابقة.
سكاي نيوز