إذا كان احتجاز 40 مريضا مصابا بكورونا سيتسبب في انهيار منظومتنا الصحية بالكامل ,فهذا يعني ـ مع الاسف ـ أنها كانت منهارة, أو ليست لنا منظومة صحية في الاصل.
كما يعني ذلك أن عشرات المليارات التي رُصدت لاقتناء التجهيزات الطبية الخاصة بهذا المرض وعشرات الشحنات والطائرات المحملة بالادوات والاجهزة الصحية المتخصصة من جميع قارات الدنيا الخمس ,والتي أعلن عن استلامها ,أن كل ذلك كان مسرحية سيئة الاخراج ,أو أنه خرج من النافذة خلسة كما خرج غيره من قبل.
لقد برهنت الموجة الحالية من كورونا أن منظومتنا الصحية هشة جدا ,بل لا يصح أن يطلق عليها منظومة أصلا ,حيث دقت وزارة الصحة ناقوس الخطر, وأعرب مسؤولوها ـ بصفة هستيرية ـ أننا مقدمون على انهيار كامل لهذه المنظومة ,كما دعا وزير خارجيتنا بالامس جميع الدبلوماسيين المعتمدين لدى بلادنا من أجل اللقاء بهم في مباني الوزارة ,ليطلب منهم مد يد العون والمساعدة مرة أخرى ,حيث قال لهم بالحرف الواحد : (إن الوضعية الوبائية في بلادنا باتت مقلقة جدا) ,فماذا يعني كل هذا؟
وقد اعترف د. سيدي ولد الزحاف شخصيا بانهيار شبه تام للمنظومة الصحي ,حين قال بالامس : إن نسبة المحجوز من الأسرة حاليا تجاوز حدود 60 في المائة من الطاقة الاستيعابية الموجودة، مؤكدا أن النسبة الباقية هي فقط الاحتياطي المرصود لأية حالات قد تطرأ خلال الأيام المقبلة.
واعتبر أن هذه الوضعية تتطلب من كل فرد تأمين نفسه، راجيا تغيير هذه المعطيات من خلال تسجيل تناقص الإصابات حينما يتقيد الجميع بالتوصيات الخاصة بحماية المواطنين من التعرض للفيروس ,مما يعني صراحة أن على المواطنين تحمل مسؤولياتهم بأنفسهم بالوقاية ,واتباع الطرق المعروفة لذلك ,وإلا!!
وكان ينبغي على الحكومة أن تكون مستعدة للموجة الثانية والثالثة ,وكان لديها الوقت والامكانيات لفعل ذلك ,فلم يبقَ موظف ,ولا رجل أعمال ولا دولة في هذا العالم الا وقدمت المساعدة المادية واللوجستية لبلادنا ,أم أن بلادنا محكوم عليها أن تظل نشازا واستثناء في كل شيء حتى يرث الله الارض ومن عليها.؟
اللهم جنب بلادنا ومواطنينا كل سوء وكل مكروه#
رأي (الجواهر)