... رغم شبه استحالة حدوثه، هو أن تجتمع المعارضة و من يقبل من الموالاة و الرموز الوطنية المستقلة و العلماء و المثقفين و توفد لجنة منها للقاء قادة الجيش و الأمن للبحث عن حل يحقن دماء الموريتانيين و يحفظ مصالحهم و كرامتهم، مع قابلية أن تتبلور هذه الفكرة في أي شكل آخر.
لقد أصبحت موريتانيا اليوم كرة تتقاذفها الأمواج في تجاذبات خارجية خطيرة ، بما يعبر عن خفتها في توازنات المنطقة و اعتبارها مجرد بالون استفزاز بيد هذه الجهة أو تلك : الإمارات، السعودية، قطر، تركيا، فرنسا ، إسبانيا، الجزائر، المغرب ، البوليساريو، السنغال، مالي، Agmi ، ولد بشراي (...) ؛ فمن أين لبلد ضعيف ، بلا قيادة، باحتواء كل هذه التجاذبات المتعادية و المعادية في نفس الوقت (بمنطق المصالح الضيقة على الأقل)؟
قد يقول لنا قائل (و هو فيها محق) أننا منحنا غزواني فرصة أطول من اللازم ، تجاوزت حدود عدم الاعتراف بشرعية نظامه حد التناقض الفاضح ، لكنني شخصيا أتفهم موقف المعارضة من شخص مثل الغزواني ، قابل في أي لحظة للتحول إلى صورة معاكسة لأي حقيقة يمثلها: لقد كان هذا الأمل حاضرا في أذهان الكثيرين ، لكن الجميع تأكد اليوم من أن الرجل يخضع لتهديدات قهرية لا يملك شجاعة مواجهتها ، رغم أن الشعب و النخب كانت كلها مستعدة لتجاوز ماضيه بما فيه من جرائم نعرفها بالتفاصيل، مقابل العمل على إصلاح ما تبقى من هذا البلد المنكوب.
لم يستطع غزواني منذ وصوله السلطة بانتخابات مغتصبة، أن يحسم أي قضية في البلد :
ـ حاول ولد عبد العزيز قتله في أكجوجت و لم يستطع توقيفه.
ـ حاول أن ينتزع منه الحزب و البرلمان و بقيا على مواقفهما الغامضة التي لا أحد يعرف اليوم لصالح أيهما (في السر) و لا لصالح أيهما (في العلن) . كل ما نعرفه عن الحزب و البرلمان بدقة متناهية هو أنهم رجال عصابات عزيز و أن أقوالهم لا يحكم بها.
ـ نظم ذباب عزيز ضده حملة إعلامية مركزة و فاضحة و لم يستطع توقيفها و لا الرد عليها و هي مستمرة بتصاعد ضده حتى اليوم..
ـ تبنى حماية مجرمي بيع الأدوية المزورة و المغشوشة و بعد مصادرة جبال منها ، لم تتم مساءلة أي منهم و لا سجن أي منهم و لا حتى تحديد أي منهم ..
ـ خصص عشرات المليارات لمكافحة وباء كورونا ، ذهبت مع الريح في جريمة فساد لا سابقة لها . و لحماية أكاذيب وزير الصحة ، مُنعتْ العيادات الخاصة من القيام بفحص كورونا حتى لا تظهر أكاذيب أرقام وزارة الصحة الكاذبة ، المكذوبة، المفبركة ، الإجرامية..
ـ جل الصفقات التجارية منذ قدومه حتى اليوم ، تمت بالتراضي و بزبونية مكشوفة ، تتحدى و تتعدى كل أساليب الماضي في الإصرار على الفساد و التمادي في الوقاحة..
ـ كل التعيينات التي حصلت في زمن غزواني ، كانت إساءات بالغة للشعب الموريتاني و تحديا صارخا لآماله و طموحاته
ـ تبنى ولد الغزواني حماية جريمة الشيخ الرضا و استقبله في القصر استقبال الأبطال.
ـ القضية الوحيدة التي واجهها ولد الغزواني بجد (و لم ينجح فيها أيضا) ، هي كانت قمع طلاب الجامعة (25 سنة) بشكل لم يحدث مثله في زمن المجرم عزيز..
كل الخصال التي يتمتع بها ولد الغزواني حسب ما يروي عنه العارفون به (الذكاء و حسن الخلق) ، تفسدها رذيلتان ، استعاذ منهما الصادق المصدوق : الكذب و الجبن ( صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم.) و لن تنفعه دعوات الشيخ الرضا لأن مأكلهما حرام و مشربهما حرام و ملبسهما حرام .. حرام ملطخ بحقوق اليتامى و الأيامى و الأرامل .. حرام محفوف بأنين المرضى و آلام الجياع .. حرام بغيًا، باستخفافهما بارتكاب الحرام لا بحاجتهما إليه..
على الجميع اليوم ، موالاة و معارضة و غير مهتمين ، أن يستعدوا لآخر منازلة مع عصابات المؤسسة العسكرية (الجيش الموريتاني مهان أكثر من المدنيين و بريء من هذه المافيات و قد استبدل غزواني قيادات بازيب الموالية لعزيز بأخرى موالية له محتفظا بتفوق هذه الكتائب المارقة ، على الجيش : فأين الفرق؟)
على النقابات و الحركات الشبابية و المجتمع المدني و متقاعدي الجيش و الأمن ، أن يستعدوا لإنقاذ.
يتبع ان شاء الله....
لِمن فاتته بداية المقال ,يرجى الضغط هنــــــا