وقفت في وجه هذا النظام، لكان الجميع اليوم يحملها مسؤولية عرقلة مشروعه السياسي الفريد من نوعه: شكرا للمعارضة الموريتانية الباسلة على العمل بكل هذه المهارة على كشف حقيقة ورم ما كان كثيرون سيحسبونه شحم غزواني المحسود.. شكرا لها على نضالها الباسل و المسؤول .. على صبرها على أذى الجميع .. على تشبثها الثابت بأمل في قبضة المستحيل..
لا أحد يستطيع اليوم ، مهما بلغ من ميول و وفاء لغزواني أن يدافع عنه بغير "حسبنا الله ونعم الوكيل" ..
لا أحد اليوم يستطيع مواجهة الشعب الموريتاني بأي ثناء على ولد الغزواني..
لا أحد يستطيع اليوم مؤاخذتنا على أي موقف نتخذه من غزواني ..
لا أحد يستطيع اليوم أن يطلب منا أن نتمهل أو نتفهم أو أن نراجع أي موقف أو حساب في حقه..
هذا هو كان العمل الراقي جدا و الواعي جدا و النوعي جدا للمعارضة .
و على من يقول لنا اليوم "ليس إلى هذا الحد من الانتقاد"، أن يتذكروا مأساة 9000 أسرة يبيت أكثرها اليوم في العراء.. أن يتذكروا تحطيم آمال شعب كامل بعد عشر سنين من تمزيقه و تجويعه و احتقاره.. أن يتذكروا لائحة تعيينات ولد الغزواني المتشفية في الشعب الموريتاني و المتحدية لإرادته.. أن يتذكروا ما حصل من صفقات التراضي بأعلى درجات الزبونية في عهد غزواني.. أن يتذكروا جريمة الإبادة الجماعية التي يقودها وزير الصحة : نعرف أنكم لن تصرفوا أموالا تحتكرونها لنهبكم، لحماية الشعب ، لكن على الأقل لا تكذبوا عليه بأرقام لا تأتي بنسبة 1/10.000 من حقيقة ما يحصل : إما أن تخبروه أنكم عاجزون عن نقل الحقيقة و عن مواجهة الوباء و إما أن تتركوه و شأنه من دون أن توهموه بأن الوباء انحصر في هذا الحد الكاذب لتدفعوه إلى الموت كما يحصل اليوم بالضبط. الوزير نذيرو يجب أن يقدم للعدالة.. و بالمناسبة ، يجب أن لا ينسى شعبنا أبدا، أبدا، أن العدالة في بلدنا يجب أن تكون أول من يقدم للعدالة..
إن شعبنا أحق بالإنصاف من مدمريه و مجوعيه و محتقريه (ما لكم كيف تحكمون)..!؟
لقد احتقرنا هذا الرئيس بتعهداته العبثية .. احتقرنا بصمته اللامبالي .. احتقرنا ببرودته المخملية.. احتقرنا بتعييناته المتشفية :
ليس لهذا الإنسان أي قدر من الإحساس بالمسؤولية .. ليس له أي قدر من التورع عن حقوق يتامى و أيامى و أرامل و مرضى و جوعى هذا الشعب المعذب في الأرض..
لكن، تذكر يا غزواني قبل فوات الأوان :
سيظل عزيز مثل رأس أورفيوس الذي ظل يصرخ باسم يوريديس بعد قطعه (الميثولوجيا اليونانية). مشكلة عزيز أنه لم يفهم أن الزمن تغير و ظل يعبث بكل شيء، معتقدا بأن العبور إلى مأمورية ثالثة و خامسة لا يستحق التفكير في موضوعه قبل مجيئه . و من الواضح الآن أن مشكلتك يا ولد الغزواني هي أنك لم تفهم أن الزمن تغير، معتقدا أن تزوير الانتخابات لا يستحق التفكير فيه قبل مجيئها. لم يفهم الكثيرون بعد أن الانتخابات الأمريكية الأخيرة تم تعمد عرضها مسرحيا بكل تفاصيلها ليفهم العالم أن تزوير الانتخابات لم يعد مقبولا في أي مكان و لا لأي سبب و لا بأي طريقة. لقد كان تهديد ترامب برفض النتائج درسا مهما لم تفهموا أنه رسالة إلى العالم أجمع.
"أعرف و أعترف بأنني مجرم و أعترف بأنني نهبت كل ما في موريتانيا، لكنك مخطئ و غبي إذا كنت تعتقد أنني سأذهب وحدي إلى السجن : هناك الآن محامون أوروبيون ، لا ينتظرون إلا إشارة مني ليفتحوا عليكم كل أبواب الجحيم، في قضايا لا يمكن للأمريكيين و الأوروبيين التسامح فيها : تزوير الدولار ، تزوير الأورو ، تبييض الأموال، المخدرات، تهريب السلاح، التعامل مع الجماعات الإرهابية و إبرام الاتفاقيات السرية معها (...)."
هذه هي رسالة تهديد ولد عبد العزيز لولد الغزواني ، التي كان من الواضح أن الأخير، استوعبها جيدا و عمل بمقتضاها.
و يملك ولد عبد العزيز دفتر عناوين كامل لممتلكات العصابة الحاكمة اليوم، في الخارج و الداخل و سيلا من المعلومات عن مصادرها بالتفاصيل و يملك ترسانة من الأفلام و التسجيلات المزعجة و المكالمات الهاتفية المسيئة للكثيرين.
لقد خطط المجرم ولد عبد العزيز بذكاء خارق للاحتماء بإجرام الآخرين و قام بتوريط كل من يمكن (من بينهم) أن يصل إلى دفة الحكم بعده. و ها هو اليوم يتمنع خلف هذا الجبل الشامخ من الفضائح: إما أن تتركوني و شأني و إما..
يتبع ان شاء الله....
لمن فاته المقال ,يرجى الضغط هنــــــا