يقال ان طالبيْن من ذاك الزمن الجميل -زمن المحظرة- استسقيا امرأة قابلاها على الطريق فأعطتهما لبنا فحسبه أحدهما مذقا -لبنا ممزوجا بالماء- فالتفت إلى رفيقه وأنشد له قول ابن مالك رحمه الله في النعت:
ونعتوا بجملة منكراً@ فأعطيت ما أعطيته خبرا
وامنع هنا إيقاع ذات الطلب@وان أتت فالقول أضمر تصب
ومعنى هذا أن الجملة الطلبية لا ينعت بها، وإذا نعت بها فإن ذلك على تقدير قولٍ مضمرٍ وشاهد ذلك قول الراجز:
بتنا بحسان ومعزاه تئط@ من لبن لها وسمن وأقط
حتى إذا جنَّ الظلام واختلط@ جاءوا بمذقٍ هل رأيت الذيب قط؟
فالطالب لم يذكر الشاهد وإنما ذكر قول ابن مالك مجردا:
وامنع هنا إيقاع ذات الطلب..
ففهمت المرأة أنه يقصد الشاهد على هذه القاعدة، وهو:
جاءوا بمذق هل رأيت الذيب قط
فقالت:
كلا والله ما مسه ماءٌ ولكنه رسل نوقٍ ليس لها مرعى إلا ماء ضبة، فعرف الرجل أنها فهمت المسألة قبل أن يفهمها رفيقه.
#موجبه_جائزة المتون المحظرية
من صفحة المدون/ الشيخ محمد