الرؤية هي أقدم منصة رقمية موريتانية على الإطلاق وأجودهم من الناحية التقنية. تتفوق عليها تواتر من حيث du pertinence la contenu ولكن تلك قصة أخرى.
تنبثق الرؤية الموريتانية عن شبكة الرؤية الإماراتية وهي ذراع إعلامي عالمي. وتعود قصة نشأة الفرع الموريتاني إلى زيارة قام بها قائد أركان الجيش الموريتاني إلى أبو ظبي، في أوج ثورات الربيع العربي.
الإماراتيون بدو بالمعنى الإيجابي للكلمة. يعني رجال صحراء. يحتقرون المال ويحتقرون أكثر من يحب المال. شهدت علاقاتهم مع الرئيس عزيز فترات مد وجزر. فهموا منذ البداية أن كل خدمة يطلبونها منه يجب دفع ثمنها نقدا.
هوم عندهم نفس عاداتنا وهذا يفسر سبب العلاقة الوطيدة التي تربط بين موريتانيا والإمارات، منذ عهد الشيخ زايد رحمه الله، حيث كان الأمير يعامل الموريتانيين تماما كما يعامل الإماراتيين. مثلا انا ربطتني علاقة عمل مع إماراتي يقطن في دبي، عرفني عليه صديقي حنفي ولد دهاه وكان لدى هذا الإماراتي استشارة فنية كلفني بها، وأثناء العمل لاحظت أنه يضع في معصمه ساعة IWC من نوع نادر لا يقل سعر الواحدة عن مائة ألف دولار، فلما لاحظ نظراتي قال أعجبتك ؟ قلت طبعا. فنزعها من معصمه وقال جربها. جربتها سعيدا وكانت فعلا جميلة. لما نزعتها غضب قائلا "والله ما تنزعها" أمام دهشتي قال "يا أخي بالله عليك، أنا حلفت". قلت له "شوف، آخذ الساعة ولكن سأرجع لك مقدما الاتعاب وسيكون هذا آخر لقاء بيننا. أما إذا كنت تريد لصداقتنا ان تدوم فارجوك خذ ساعتك. أنت أخي، لو كنت اريدها لطلبتها منك مباشرة، أنا لا أعرف اللف والدوران". طبعا أمام نبرتي الغاضبة اخذ ساعته وتمتم "انت لست موريتانيا، أصبحت مثل الفرنسيين" ههه. حنفي مزال موجود والأخ الإماراتي (لعله يقرأ هذه التدوينة) ما زال موجودا الحمد لله، تكلمت معه في عيد الأضحى الماضي.
المهم.. حكى لي ثقة أنه في إحدى زيارات عزيز للإمارات قامت إحدى الأميرات لا أتذكر اسمها بدعوة تكيبر للعشاء في قصرها بضواحي الشارقة. أثناء المأدبة أبدت سيدة موريتانيا الأولى إعجابها بالمبنى ثم قالت إنها تبحث عن منزل في الإمارات لقضاء العطل، ولما لم تفهم الشيخة القصد طلبت منها مباشرة أن تعطيها القصر ! حسب ما اوعزت به تكيبر لخواصها فإنها كانت تنوي السكن في الإمارات بعد خروج عزيز من السلطة، وتسجيل الأطفال في المدارس هناك، ولكن الإماراتيين اختاروا في نهاية مأمورية عزيز الثانية أن يضغطوا عليه كي يترك الحكم وعليه انقلبت تكيبر وصارت تقول في كل مكان "الإمارات شي من سو" وتقرر نقل جميع المسروقات إلى تركيا ولكن تلك قصة أخرى. مع غزواني كان الأمر يختلف قليلا، لأنه ذو خلفية تتفق تماما مع تربية حكام الإمارات. لذا توطدت علاقاته منذ البداية معهم. مثلا في إحدى المرات طلبوا منه أن يقول لهم كيف يمكنهم مساعدته، كانو طابين اعل عزيز يطلب السيارات وهواتف iphone المرصعة والساعات... إلخ. لدهشتهم الشديدة بدأ غزواني يتحدث عن صعوبات الجيش الموريتاني في مواجهة الجماعات الإرهابية وخلص إلى القول إن طيران موريتانيا العسكري إذا تم تسليحه بشكل جيد فإن ذلك سيعطي لجيشنا تفوقا استراتيجيا يمكننا من دحر الارهابيين في شمال مالي بشكل راديكالي. في نفس الاجتماع تقرر وضع جميع الإمكانيات الضرورية تحت تصرف قائد الأركان الموريتانية الذي ذهب مباشرة إلى باريس، وناقش شخصيا الصفقة مع أحد مصانع الأسلحة ثم رجع إلى الوطن وأرسل قائد الأركان الجوية لتوقيع العقد وإبرام الصفقة المبالغ كانت ضخمة. قال لي الرئيس غزواني في أحد لقاءاتنا (وهو لقاء كان في القصر الرئاسي ودام زهاء 4 ساعات على ما أتذكر) إن تكلفة تجهيز الطائرة الواحدة حوالي 000.600 يورو. لهذا قام هو بنفسه بنقاش جميع التفاصيل حتى يتفادى العمولات لأنه كان يريد أن يثبت للإماراتيين أن كل دولار اعطوه سيذهب مباشرة إلى موريتانيا، وليس إلى جيبه كما تعودوا مع عزيز. لن استرسل في الحديث عن أمور الجيش لأنه حساس، أردت فقط أن أعطي مثالا يثبت اختلاف تعاطي الإماراتيين مع عزيز وغزواني.
نعود إلى الرؤية : في إحدى الزيارات طلب الاماراتيون من غزواني كالعادة ماذا يحتاجه. فطرح عليهم عدة ملفات اذكر منها اثنان، أولا هيمنة جماعة الإخوان المسلمين على المشهد الإعلامي الموريتاني وثانيا بطالة الشباب. كعادتهم قالو له إن جميع الوسائل تحت تصرفه. وبعد عدة مشاورات مع لجان فرعية تقرر إطلاق منصة الرؤية الموريتانية وكذلك الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب ANAPEJ ،وكلاهما بتمويل إماراتي صرف. رجع غزواني وبما أن الملفين ليست لهما أي علاقة بالجيش فقد وضعهما تحت تصرف عزيز، ومن المعروف عن هذا الأخير إنه عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا (من عند télécommande التلفزة فارغه باتريتها حتى آخر صيحات أجهزة التصنت) فليس عنده سوى كلمة واحدة : احميده ! وهكذا تم تكليف المستشار أحمد ولد أباه الملقب احميده بالملفين. مثلا اهتم الممولون الفرنسيون بمشروع وكالة تشغيل الشباب وتم الاتفاق على عقد بينها مع وكالة فرنسية مشابهة تسمى emploi pôle تكفلت بقطاعين. وعند اجتماع اللجنة المصغرة بعضوية وزير الشغل والوظيفة العمومية سيدنا عالي ولد محمد خون ووزير الاقتصاد والمالية المختار ولد اجاي تقرر أن تقترح كل وزارة شخصا لأدارة أحد القطاعين. تفاجأ الفرنسيون من تعيين كل وزير لقريبه ففهموا ان المشروع لن ينجح فقرروا الانسحاب بهدوء.
مع الرؤية اختلف الأمر لأن غزواني قرر متابعة الملف عن بعد. قامت المؤسسة باكتتاب كوكبة من خيرة تقنيي البلد، متخصصين في المونتاج والإخراج والدبلجة والديجيتال والانفوجرافيك... تم وضع أرقى انواع الأجهزة تحت تصرفهم وسرعان ما صارت الرؤية موضع اهتمام الجميع، ومع نجاحهم في تغطية القمة الإفريقية تغطية فاقت أداء التلفزة الوطنية، أصبحت الرؤية رقما صعبا لا يستهان به. في تلك الفترة كانت الإذاعة تدار من طرف عبد الله ولد حرمة الله والتلفزة تديرها خيره منت شيخاني. الاول صهر رئيس حزب UPR سيد محمد ولد محم والثانية حرمه، لذا كان رئيس الوزراء يحيى ولد حدمين (المنافس سياسيا لولد محم)لا يألو جهدا أثناء مجلس الوزراء في الثناء على الرؤية وتبخيس دور الإعلام الرسمي. في الحلقة الماضية قلت لكم إنه بعد فشلي في الانصهار داخل اللجنة الإعلامية تقرر أن أذهب إلى باريس. وفيها وجدت جناحين، جناحا تقوده السيدة بينتا تانديا زوجة العقيد ندياي ندياوار (بينتا تربطني بها علاقة مصاهرة، وزوجها أحد رفاق المرشح بحكم الماضي المشترك في الجيش). الجناح الآخر يدور في فلك السفيرة عيشة منت امحيحم والمستشار في السفارة عيسى دياوارا وهو في نفس الوقت نائب في الجمعية الوطنية، دائرة الموريتانيين في الخارج. استفدت من درس نواكشوط فلم يحدث بيني صدام مع أحد. العكس، حاولت تقريب وجهات النظر وكدت انجح ولكن حدث أمر لم يكن في الحسبان. جاءت الوزيرة كمبا با إلى باريس للاستشفاء ودخلت على الخط وهو ما اعتبره جناح السفيرة والنائب سندا لهما فصعب ذلك جهود المصالحة التي كنت بصدد إنجاحها. وجدت نفسي من جديد أمام طريق مسدود فأرسلت تقريرا إلى إدارة الحملة وقررت الرجوع إلى الوطن. كان ذلك أواخر شهر مايو، أياما قليلة قبل الانطلاق الرسمي للحملة، كان نواكشوط يعيش في حالة غليان سياسي لم يسبق أن عرفتها مع انني امتلك تجربة لا بأس بها في الحملات الرئاسية. رجعت لأبدأ مرحلة جديدة من الصراع. ولكن في هذه المرة كان معي ظهير إعلامي لا يستهان به : شبكة الرؤية. نبغي قبل نهاية هذي الحلقة نجيب ثلاث ملاحظات : -
اگبيل مع الصباح تلفن لي رجل الأعمال زين العابدين ينفي قصة المليار. أعود وأكرر ثقتي بالشخص الذي سرد علي القصة وعندي عليها شهود وهو ما مكذبو شي ورئيس الجمهورية عندو الأخبار. لماذا كذبها زين العابدين؟ خم. يجوز هو وعزيز تلحمسو عل المليار، وقالو ل غزواني عن رجل الأعمال المذكور ما اعطاهم شي. - منذ بداية تحضيرات خطاب فاتح مارس 2019 وحتى يوم التنصيب، ما گط گبظت أوقية واحدة من عند حد. لا رجل أعمال ولا مسؤول حملة ولا أي شخص. جميع نفقات الحملة المتعلقة بي تحملتها من مالي الخاص. استقلت من عملي في شركة سامسونغ ولكن مالكها، أخي سيد ولد إشدو رفض استقالتي فقلت له إنني أود التفرغ للحملة. عندها طلب مني الاحتفاظ بمفاتيح المكتب وأنه يمكنني استعماله إذا كانت لدي مواعيد أو ما شابه. المكتب يقع قرب مقهى jeloua وجميع من قابلتهم في تلك الفترة يتذكرون ان جميع مواعيدي كانت إما في هذا المقهى وإما في المكتب المجاور. يعني حتى مكاتب الحملة لم أكن أستخدمها. أما البقية فكنت أملك منزلا في مدينة مرسيليا، اشتريته على أقساط زمن عملي في شركة orange فقمت ببيعه. رجعت للبنك ذاك الي مزال يسالني والباقي هو ما مكنني من العيش إلى حين إطلاق شركتي. وهو ما مكنني كذلك من تمويل القصاصات التي كنت أقوم بإصدارها إبان الحملة، وكذلك تذاكر السفر والسكن في باريس... إلخ. ولاني وحدي. نعرف ياسر من الناس صرف على حملته من جيبه. مرة كنت في مقر الحملة وجاءت سيدة مجتمع مرموقة وقابلت أحد المسؤولين. كان عندها devis فيه 14 مليون أوقية قالت إنها شيدت الخيام وقامت بكراء السيارات... إلخ. وافق عليه المسؤول وذهبت بنقودها كاملة غير منقوصة ! في نفس المساء كنت على موعد مع مجموعة من الشباب في استديوهات production zein لإصدار أغنية الحملة، وهي أغنية جميلة تحمل الشباب تكاليف إنتاجها كاملة. المهم أنا بعد ما كط گبظت أوقية وحدة من فظة الحملة وأتحدى من يثبت العكس. هذا جواب وحدين شفتهم ف التعليقات يقولون عني استفدت ماديا من الحملة. نحن أهل المعارضة الحملات نعرفو ألا تمويلهم من جيوبنا وعادة الحملات عندنا يستفاد منهم ألا الجواسيس. - قلتها مرارا وأكررها : انا ما ندور الشغلة ولا نلود للتعيين ورئيس الجمهورية يعرفها. أنا أعمل في القطاع الخاص وفي الانتخابات البرلمانية المقبلة سأترشح ان شاء الله لأنال ثقة الناخبين وأفوز بشرف تمثيلهم في الجمعية الوطنية، ولن يكون ذلك بإذن الله عن طريق حزب سبق وأن تلطخ مع نظام عزيز. الصورة : مع لمرابط الذاكر، علي باريك وسيد بشير، لحظات قبل إطلاق الأغنية الرسمية "عاشت موريتان" على المنصات الرقمية. الأغنية من أداء حمزة براين، ماكسيم دادي والرائعة منى دندني ومازالت متوفرة على اليوتيوب.
بقلم الاعلامي/ حسن لبات