حادث سير في نواكشوط يكشف عن أصالة الموريتانيين

ثلاثاء, 21/07/2020 - 12:29

الشعب الموريتاني شعب كريم طيب فيه ارومة خير ومنبت فضل

اليوم عايشت حادثة اود أن ارويها لكم بأمانة/

صدمت سيارة ثلاثية الأرجل( واو) متهالكة ,سائقها رجل يظهرعليه الفقر وتلاعبه الشيخوخة , سيارةً رباعية الدفع( عليها حلابسها) سائقها شاب ملثم كأنه رجل اعمال أو وجيه او نافذ ,ملامحه توحى بأنه من كبار( البطارين)

ال( واو) صدمت السيارة الفارهة من الخلف بقوة فتهشمت عينها الخلفية اليمنى وملحقاتها وبقيت عليها آثار كدمات شوهت بعضا من ملامحها الخلفية.

تجمع المارة والسائقون حول السيارتين فضولا وكنتُ ضمن الفضوليين

نزل السائقان بالتزامن لتفقد الاوضاع

كان صاحب ال(واو) متأثرا جدا

قال له( البطرون) :

(هل أنت بخير يا والدى)

اجاب بحزن

(لست بخير لأننى ظلمتك وهشمت سيارتك)

قال( البطرون)

(لا ,هذا بسيط كل يوم تهشم , لامشكلة سأشترى لها عينا وأعالجها, المهم ان لاتكون قد تأذيت انت جسديا)

قال :

( انا وسيارتى لم يصبنا ضرر ولكن كيف سأعوض هذا الخسار)

اجاب( البطرون)

( لن تعوض شيئا يا والدى ,هذا شيئ مقدر لا دخل لى ولا لك فيه)

سحب الشاب يد محدثه وانتحيا جانبا

مبتعدَين عن المحتشدين حولهما

بعد دقائق عادا فركب ( البطرون ) سيارته منطلقا لا يلوى على شيئ

أما سائق ال( واو) فقد اجهش بالبكاء وهو يشغل محرك سيارته

سأله البعض( لماذا تبكى؟  الرجل سامحك وذهب)

قال من خلف الدموع:

( هذا الرجل ليس طبيعيا ,كان عليَّ بعد أن ظلمتُه فى قانون السير وهشمت عين سيارته وخلفت كدمات كثيرة على خلفيتها أن أدفع له على الأقل 50000 اوقية قديمة ولكنه سامحنى ومنحنى 20000اوقية قديمة لمساعدتى فى شؤون اسرتى

اخجلنى وقزمنى بأخلاقه وكرمه لذلك لم أجد سوى الدموع لمواجهة موقفه معى)

انطلق السائق بسيارته ودموعه تبلل لحيته

بقينا فى حيرة فقد جئنا لمساعدة السائق الفقير ولكننا مثله خجلنا وتقزمنا أمام نبل وشهامة هذا( البطرون) النادر كرما ومروءة.

 

تدوينة من صفحة / حبيب الله ولد أحمد

  

         

بحث