كشفت مصادر مطلعة قصة غريبة لفتاة موريتانية يتيمة تدعى (ل.ل.م) أرسلت عروسا إلى شيخ مُسن سعودي من أصول موريتانية يعيش في المدينة المنورة.
وكانت القصة الأليمة قد بدأت عندما اتصل أحد الرجال الذين يوصفون ب "رجال الدين" بأم الفتاة كوسيط وقدم لها عرضا شفهيا مغريا للأسرة الضعيفة المتمثلة في الام وأبنائها وبناتها الصغار الأيتام ,ويقضي العرض بتزويج ابنتهم الصغيرة لصديق له في السعودية ,حيث قال إنه تعهد له بالتكاليف كلها بما فيها المهر والتجهيزات والسفر على نفقته، وهو ما قبلته الأم تحت تأثير الحاجة للمال.
وبعد أن تمت الموافقة ,اتصل رجل الدين هذا بوكالة السفر التي ستنقل الفتاة وتتكفل بإحضار شخص سيلعب دور المحرم ,وتم الحجز وتحديد اليوم الذي سيتم فيه نقل العروس إلى المجهول!!!.
وبعد أيام قليلة ,تم عقد القران بين الشيخ السعودي المسن والفتاة ,فقام الوسيط بدفع مبلغ متواضع من المال للأسرة مدعيا انه من ماله الخاص وأن العريس لم يرسل له شيئا بعد، وفي اليوم الموالي تم سفر الفتاة (ل.ل.م) إلى السعودية للإقامة مع زوج يكبرها بأكثر من 60 سنة .
لكن المفاجأة هي ما عاد به الرجل الوسيط إلى الأم بعد شهر من سفر ابنتها اليتيمة ، وهو إخبارها ان المهر الذي تلقاه من الزوج في السعودية لم يغطِّ الا أقل من نسبة عشرين في المائة من التكاليف التي تكلفها ولابد من توزيع الباقي على أقساط وإرساله له من طرف الفتاة على دفعات ، طالبا من الأم ضرورة مساعدته في استرجاع أمواله التي دفعها في تجهيز سفر الفتاة ومحرمها لأنه يستحي من طلبها من الرجل السعودي لأسباب شخصية تمنعه من ذلك ,حسب زعمه ,وقال إنه مع ذلك يلتمس العذر للفتاة ,حيث لم يمضِ على سفرها الا فترة بسيطة.
لذلك اتصلت الام مرغمة على ابنتها وأخبرتها بالموضوع , وما زالت الفتاة تدفع من تلك اللحظة حتى الآن كل المبالغ الزهيدة التي تحصل عليها من زوجها للرجل الوسيط وهو ما جعل الام تلعن كل لحظة الفقر والحاجة اللتين أرغماها على بيع ابنتها في عز شبابها لشيخ عجوز لا تجد منه الا النزر القليل من المال ومع ذلك تدفعه للوسيط الذي يمنُّ عليهم دائما بأنه زوَّجَ ابنتهم من رجل سعودي ,مع أن الاسرة لم تجد منه ولا من الزوج ما يعوضها عن فقد ابنتها ,كما أن الفتاة لم تشعر بالسعادة والهناء الذي كان الوسيط يمنيهم ويعدهم به وبتغيّر أحوالهم وظروفهم من الفقر الى الغنى ومن شظف العيش الى سعة الارزاق ووفرتها.
وأصبحت الام المسكينة تعض أصابع الندم بسبب الاحتيال والخداع الذي تعرضت له من رجل وثقت فيه وصدقت أقواله لأنها اعتقدت بسذاجة أن أصحاب اللحى والعمائم صادقون مبرزون عن الكذب والخداع والغش.
ومع أن هذه الواقعة مضى عليها بعض الوقت الا أنها ما تزال ـ مع الاسف ـ موجودة لأسباب متعددة لعل أهمها الفقر والحاجة للمال ,ووجود سماسرة لبيع البشر بأبخس الاثمان ,مقابل عائد مادي ضخم يعود عليهم من هذه التجارة الرائجة.
موقع الجواهر