يطلق أهل الخليج كلمة "صينية" على مائدة الطعام أو "الميسة" التي تحمل ـ عادة ـ كل ما لذ وطاب من أصناف المأكولات.
وقد روى أحد الاخوة الموريتانيين المقيمين في دولة خليجية لموقع "الجواهر" قصة رجل موريتاني كبير في السن ,ومن أهل العلم والفضل المشهود لهم ,كان في زيارة لتلك الدولة بداية شهر مارس من هذه السنة وقبيل تفشي مرض كورونا في البلاد العربية بأيام قليلة ,وأراد أحد الخليجيين الخيّرين أن يكرمه ,فاستدعاه الى منزله صحبة بعض الاخوة الموريتانيين المقيمين هناك ,وذلك ليستضيفه في بيته ويحسن وفادته.
حضر المدعوون بعد صلاة العشاء مباشرة ,واستقبلهم الرجل الخليجي في "الصالة " الكبرى بمنزله ,ورحب بهم ولاطفهم وأثنى على الشناقطة وعلمهم وفضلهم ,ثم نادى أحد أبنائه بعد جلسة ترحيبية قصيرة وقال له :
خذ الشيخ ورفاقه إلى الصالة الاخرى وأجلسهم الى جانب "الصينية" حتى أفرغ من بعض الامور وألحقَ بكم ,ولا تنتظروني ,ولتبدءوا على بركة الله.
سمع الشيخ الموريتاني كلمة (أجلسهم الى جانب الصينية) فظن أنها فتاة صينية ,فاستأذن رفاقه بحجة أنه ذاهب الى دورة المياه ,ثم أطلق ساقيه للريح وولى هاربا.
وبعد انتظار وبحث ,اتصلوا به هاتفيا فرد عليهم :
(الصين ..الناس كامله هاربه وخايفة منهم ..إكوم هو وإجيب النَ أمناتهم وإكَـعدهم بيناتنَ...عبد الرحمن بعد ماه هو ال لاه يكعد فم قطعا)
ضحك الجميع , وحين أبلغوا صاحب المنزل بالقصة ,ضحك ضحكا شديدا وقال : لا بأس..سنحمل كل هذا الطعام إلى الشيخ ونكون نحن الضيوف عنده ولن نذهب "بالصينية" معنا.