بالرجوع للذكريات، فإن قصة العلامة “الطاهر بن عاشور” تعود لعام 1961 عندما دعا الرئيس التونسي الاسبق الحبيب بورقيبة الشعب إلى الإفطار في رمضان، وحتى يلبس هذا الأمر لباسه الشرعي، طلب من العلامة بن عاشور أن يفتي بجواز الإفطار بدعوى زيادة الإنتاج، كون البلاد تعاني من ازمة اقتصادية وبحاجة إلى زيادة الانتاج زاعما بأن الصوم يقلل من انتاجية العامل.
فلما تدخل ابن عاشور على التلفاز، والناس تنتظر ما يقوله، تلا الشيخ قوله تعالى:“يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”، ثم قال: “صدق الله و كذب بورقيبة”،وأفتى بحرمة الإفطار، وأن من يفعل ذلك، فقد أنكر معلوماً من الدين بالضرورة، وأبطل دعوى أن الصيام ينقص الإنتاج، وما استطاعت الحكومة التونسية إلا أن تنسحب من الميدان وتوقف دعوتها لمنع الصيام.