مصر وإثيوبيا على أبواب حرب وشيكة لا بد منها

أربعاء, 17/06/2020 - 13:12

تحت العنوان أعلاه، كتب يفغيني كروتيكوف، في "فزغلياد"، حول حتمية الحرب بين مصر وإثيوبيا، إن لم يكن اليوم فغدا.

وجاء في المقال: استؤنفت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا، الأحد، حول مجموعة من المشكلات تخص بناء محطة كهرومائية ضخمة على النيل. يبني الإثيوبيون على النيل الأزرق أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في إفريقيا، تفوق محطة سايانو شوشنسكايا للطاقة الكهرومائية. إن بناء مثل هذه المحطة الضخمة للطاقة الكهرومائية سيضع إثيوبيا على الفور في المرتبة الثانية في القارة السمراء بعد جنوب إفريقيا في توليد الكهرباء، ومن الناحية السياسية البحتة، ستنقل محطة الطاقة الكهرومائية إثيوبيا من قاع الظلام الذي تعيش فيه الآن إلى الصدارة الإقليمية.

ما هو جيد للإثيوبيين، ويمثل قفزة إلى مستقبل أكثر إشراقا وفكرة وطنية، يشكل للمصريين رعبا وظلاما. فالنيل الأزرق هو الشريان الرئيس الذي يغذي النيل الكبير، وسيؤدي بناء السد إلى اضمحلال حاد في مياه الوادي حيث يعيش ما يصل إلى 90% من سكان مصر..

في العام الماضي، أمكن تجنب صراع مفتوح (بين إثيوبيا ومصر) في قمة روسيا وأفريقيا في سوتشي. فقد تمكن الكرملين، بطريقة أو بأخرى، من جعل رئيس مصر السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا يجتمعان في غرفة واحدة.

أما التفاقم الحالي فيرجع إلى حقيقة أن الإثيوبيين بدأوا في ملء خزان السد وسوف يقومون بذلك في زمن قياسي، مداه 3 سنوات.

والآن، من غير المفهوم عن أي "حل وسط" يمكن أن يدور الحديث. فقد قضي الأمر. مصر، هي المذنبة في تفويت الفرصة. يمكن إرسال تهنئة حارة لـ"الربيع العربي" و"الإخوان المسلمين". إعلان حرب على دولة مسيحية، قد يساء فهمه. الإذعان؟ ولكن، ماذا سيحدث خلال عامين؟

الآن، يرجَّح أن تنتهي الجولة التالية من المفاوضات بلا شيء. لم يعد بالإمكان إيقاف إثيوبيا عن المسار الذي اختارته، بأي ضغط دولي. ومصر، تفتقر، منذ زمن طويل، إلى الأدوات لممارسة مثل هذا الضغط على أديس أبابا. الأمور، تسير نحو الحرب، وما يمكن هو فقط تأجيلها عدة سنوات حتى يعمل المشروع بكامل طاقته، وتظهر عواقبه الواقعية على الحياة العامة في مصر. وبعد ذلك، لن يكون أمام القاهرة خيار سوى محاولة حل المشكلة بطريقة بسيطة وقاسية.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

 

  

         

بحث