من المؤكد أننا لا نعيش وحدنا على هذا الكوكب ,فهناك عوالم أخرى بعضها مرئي وواضح وبعضها الآخر خفي لكنه موجود يعيش بيننا ومعنا ويتأثر بنا ويؤثر فينا ,هذه حقائق أثبتها الشرع والعلم ولا مجال لإنكارها أو إغفالها.
وبناء عليه ,فإننا نورد قصة غريبة ترويها ابنة الاسرة التي تعيش في منزل أكدت أنه "مسكون" ,حيث تقول :
هذه القصة حدثت منذ سنوات مضت حين كنا سننتقل إلى منزل والدي الجديد وكنا نذهب بين الفترة والأخرى لتفقد أعمال البناء فيه.
المنزل الجديد كان عبارة عن مبنيين متقابلين كنا نحن نجلس على إحدى السلالم في جهة وفي الجهة المقابلة كان يقابلنا ( الصالون ) الخارجي كما تقابلنا ( نافذتين متجاورتين )
وقبل ( الصالون ) كانت هناك مساحة خالية ومن ثَم يأتي( الحمام )
المهم ,ذات مرة ,كنا نجلس أنا ووالدي ووالدتي وكانت معنا ( جدتي أم والدتي - رحمها الله )وإحدى أخواتي , وكانوا جميعاً يتحدثون وبجانبنا (اماعين أتاي )
للحظات . . لا أدري كيف ـ وبصورة مفاجئة ـ أشحتُ بوجهي ناحية الجهة المقابلة وبالتحديد ( نوافذ الصالون) ,حيث رأيت بأم عيني خيال شخص يمر بداخل الصالون.
صرخت من شدة الرعب واختبأت خلف والدي وكانت أمي تسألني مستغربة لصراخي وكنت أحلف بكل يمين وأقسم لوالدي أنني رأيت خيال شخص مرّ بداخل الصالون ,وكان هو يهدئ من روعي ويؤكد لي عدم وجود أي شخص في الصالون حتى أختي كادت تبكي خوفاً ورعباً , لكن استطاع والدي تهدئتنا لعدة دقائق فقط لأعود مرة أخرى لمشاهدة نفس الخيال يمر من النافذة , وأعود للصراخ مجددا
وأقسمت بأنني لن أنتظر دقيقة واحدة في هذا المكان
وقد تملك والدتي كذلك بعض الخوف وكان أبي وجدتي ( رحمها الله ) ينفجران ضاحكين ,بعدها بادرت أمي بدعوتهما لمغادرة البيت فورا ,لكن أبي رفض وأخبرنا بأنه ينتظر العمال ليعطيهم بعض الإرشادات ومن ثم سنغادر ,لكنني أنا وأختي وأمي أسرعنا للخروج من المنزل والإنتظار بداخل السيارة ولحقتنا جدتي حتى انتهى أبي من عمله وصعد السيارة وعدنا إلى المنزل القديم.
وأقسم بالله أنني لم أستطع النوم في تلك الليلة ولا حتى الليالي التي تبعتها وظللت لأكثر من شهر تراودني الأحلام والكوابيس المخيفة.
المهم ـ وبعد فترة ـ انتقلنا إلى البيت الجديد ، وكنا قد تناسينا تلك القصة أو بالأصح الكابوس الذي حصل ,لكن كان دائماً ما يراودني كابوس يذكرني بها ,والعجيب في الأمر أنني ظللت لعدة سنوات أعاني في نفس المكان الذي رأيت فيه ذاك الخيال وظلت تلك المساحة وكأنها قد أصابها تسرب مياه أو ما شابه ذلك ,وكنت بالفعل أخاف من التواجد في ذلك المكان بعينه,وبقيت كذلك لفترة طويلة .
وبعد كل تلك السنين التي حاولت فيها جاهدة أن أصدق بأن ما شاهدته كان مجرد تخيلات ,واذا بي أفاجأ في يوم من الأيام ـ وكنت أزور والدي في غرفته وكنا نتحدث عن مواضيع مشابهة وذكرت له تلك القصة من باب الدعابة ـ ,واذا بي أفاجأ به يقول : " والله أنا لم أرغب في تخويفكم في تلك اللحظة . . لكن ما شاهدتيه كان حقيقة لا تخيلا.
فقد رأيته أنا كذلك وكنت أعلم بأن ذلك الخيال كان شبحاً "
فقفزت من مكاني . . وأنا أردد : " الله يسامحك يا والدي "
فطوال هذه السنين وأنا أحاول تكذيب نفسي وأحمد الله أنني استطعت تجاوز ذلك الرعب لتأتي أنت يا أبي في دقيقة وتعيد لي الرعب نفسه مجددا ,سامحك الله يا أبي!!
وذات مرة أردت أن أمازحه ولأتأكد ايضا ان كان خائفا مثلي بالفعل فانتظرته حتى استلقى على ظهره وأغمض عينيه فقمت برميه بالوسادة فاستيقظ مذعوراً ورمى الوسادة دون شعور لتستقر على الطاولة التي كان عليها "اماعين أتاي" فسقطت على الارضية وتكسرت الكؤوس وتناثر السكر والوركَة بالكامل وأحدث ذلك صوتا وضجة كبرى.
ولكم أن تتخيلوا ما الذي حدث للوالدة عندما رأت ( اماعينها ) الجدد الغالية مكسورة ومتناثرة.
في النهاية تأكدت من وجود أشباح يسكنون معنا في البيت وأصبحت أفزع عند سماع أي حركة مهما كانت حتى ولو كانت هواء , وكلما حدثت أبي أو أمي حول ضرورة ترك هذا المنزل المرعب او بيعه يردان : وما يدريك ان المنزل الذي سننتقل اليه ليس مسكونا , "تمي حجبي احجاب لمسَ واصباح".
ولا أكتمكم انني الآن وانا أكتب قصتي أشعر بالخوف وترتعش يداي من شيء أحس به ولا أعرفه.
قام طاقم الجواهر بتصحيح هذه القصة وإعدادها للنشر