بعد كل ما جرى..هل بقي لولد عبد العزيز دور؟

أحد, 08/03/2020 - 13:49

بعد الخناق الذي تم تشدیده على الرئیس السابق محمد ولد عبد العزیز، عقب محاولتھ فرض نفسھ في المشھد السیاسي بموریتانیا، حتى انفض من حولھ الأتباع، بدأت التساؤلات تطرح حول مستقبل الرجل؟؟؟.

فھناك من "بلغ" عن الرجل "نوایاه" تجاه الرئیس غزواني ونظامھ إما شفھیا أو "تسجیلا لصوتھ"، رافضا السیر معھ في "نھجھ" الجدید، وھجره البعض ولم یعد یرد على اتصالاته الھاتفیة , وتحاشى الكثیر ممن كان یعتبره "مفجر الطاقات" و"قائد مسیرة البلاد في عشریة الأنوار"، المرور من الطریق الذي یمر من أمام منزلھ، حتى بقي وحیدا في المنزل مع أفراد أسرتھ وعناصر "أزوادیة" یستخدمھا في الحراسة,وأحیانا یعمد الرجل إلى التجول لیلا في شوارع نواكشوط أو یغادر إلى إحدى منتجعاتھ خارجھا.

وتبعا لتلك الوضعیة ,تطرح التساؤلات حول مستقبل الرجل، والذي یبدو أنھ قرر البقاء في موریتانیا، حیث غادرھا للإطلاع على الوضعیة الصحیة لوالدتھ، فغادر بصفة ھادئة لولا المبادرة الفردیة التي قام بھا عناصر من الدرك في المطار لتسھیل المرور لھ، وھو ما عوقب ھؤلاء علیھ لاحقا قبل عودة الرجل من رحلتھ إلى اسبانیا، حیث نزل من الطائرة كأي مسافر عادي ووقف في الطابور المتعلق بالإجراءات، ولما استفسر شرطي كریمتھ عن رقم ھاتفھا وتحاشت التجاوب ,أمرھا بالرد علیھ وتركھ یقوم بعملھ، ومن ثَم وقف في طابور الأشخاص الذي یخضعون لفحص فیروس كورونا، لیغادر دون ان یكلف أحد نفسھ عناء التقاط صور معھ كما حدث في السابق، الأمر الذي دفع حینھا أحد أطر "الموریتانیة" ثمنھ بالطرد من الخدمة، لأنھ أقدم على تسریب صورة غیر "مریحة" للرئیس حینھا.

 مستقبل الرجل لم تتحدد ملامحھ، بعد نجاح ولد الغزواني في سحب حزب الإتحاد منھ وتشكیل قیادة جدیدة لھ، دون أن یبقى مع الرجل سوى الرئیس السابق للحزب سیدنا عالي ولد محمد خونھ والذي لا یحظى بأیة ثقة داخل الحزب ولا في منطقتھ، فیما نجح غزواني في تمریر خطة أمنیة لتأمین نفسھ من أیة "ردة فعل" لولد عبد العزیز، وذلك من خلال إبعاد جمیع الضباط المقربین منھ في "تجمع الأمن الرئاسي"، بعد أن إكتشف "نوایا" الرجل إبان فعالیات تخلید عید الإستقلال، فسحبت منھ الورقة "الأمنیة" المتعلقة بـ"بازب" والسیاسیة الخاصة بحزب الإتحاد من أجل الجمھوریة، ورغم كل ذلك فإن للرجل رجاله الذين كانوا "الأقرب" إلیھ، ومازالوا یتحكمون في ملفات حساسة داخل الجھاز التنفیذي للدولة التي یقودھا الرئیس ولد الغزواني، وھو ما تساءل الكثیر من المراقبین عنھ، فھل صدق "أولئك" في تخلیھم عنھ، بعد ان كان سندھم القوي الذي دفع بھم للواجھة خلال عشریتھ ومنحھم الثقة التامة والمطلقة، أم أن في الأمر "سرا" لا یعرفه أحد. كما أن اللجنة البرلمانیة المكلفة بالتحقیق في الصفقات المریبة في عشریتھ، لم یتضح حتى الساعة أنھا سوف تجره إلیھا للإستماع لھ حول ذلك، لأنھ یجري الحدیث عن وجود مانع قانوني من ذلك الأمر، لتواصل اللجنة الإستماع لرموز نظامھ الذین عاث بھم الرجل فسادا خلال العشریة دون أن تتسرب معلومات عن ما قالھ ھؤلاء حول تلك الصفقات المریبة التي شاركوا في منحھا، والغالب الأمر یتحدث عن تلقیھم تعلیمات من الرجل بمنحھا لبعض أولي القربى.

وعلى كل حال فالتساؤلات تبقى مطروحة حول مستقبل الرجل في بلد حكمھ أزید من عشر سنوات، بعد أن كان الحارس "الأقرب" لثلاث رؤساء تعاقبوا على حكم البلاد : معاویة ولد سید أحمد ولد الطایع، المرحوم اعل ولد محمد فال ,وسیدي ولد الشیخ عبد الله، حيث شارك بفعالیة في الإنقلاب على الأول، وتخلى عن الثاني ووقف ضد خیاره في أول إنتخابات رئاسیة، بینما قاد الإنقلاب العسكري على الثالث.؟؟؟.

 

ميادين

  

         

بحث