عندما قابلت غزواني قبل شهرين ووعدني بوظيفة

أحد, 26/01/2020 - 15:56

مقابلة  رؤساء المصالح أو المديرين أمر في غاية الصعوبة والمشقة ,خاصة على مَن كان مثلي ,أحرى مقابلة الرؤساء ,وبسهولة ويسر , ذلك ما حدث معي بالضبط ,فقد قابلت رئيس الجمهورية السيد / محمد ولد الشيخ الغزواني بالقصر الرئاسي ومنحني من وقته الثمين فترة كافية لأنقل إليه كلما وُفقت في تذكره في تلك اللحظة من قضايا تلامس حياة المواطنين.

والحقيقة التي لا مراء فيها ,أنني خرجت بانطباعات جيدة عن الرئيس ,فقد كان ودودا ,مبتسما طوال المقابلة ,ومستمعا جيدا ,حيث لم يقاطعني الا نادرا حين كان يستوضح بعض النقاط التي أثرتُها ويسجلها في دفتر أمامه.

ذكرت له ارتفاع الاسعار ,خاصة المواد الاساسية ,كالأرز والسكر والمحروقات ,فوجدته على اطلاع كامل بكل ما يدور في "المرصة" من مضاربات التجار ,كما تحدثت بإسهاب عن ضرورة دمج العاطلين عن العمل في السوق ,خاصة من زملائنا من غير حملة الشهادات ,باستثناء شهادة أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله ,فضحك الرئيس حتى سمعت قهقهته على غير عادته ,فهو رجل يؤْثِر الابتسامة على الضحك ,لكن يبدو أن الضحك غلبه هذه المرة ,فسكتُّ حتى ينتهي ويأذن لي باستئناف الحديث.

وفي نهاية المقابلة ,سألني عن الوظيفة التي أفضل شغلها ,فقلت : سيادة الرئيس ,أي وظيفة يكون تعبها قليل وراتبها كبير وتناسب سني وقدرتي ,فتبسم وقال :

هل تعرف "مرصة كبيتال القديمة" قلت : عز المعرفة ,قال : هل تذكر بناية قديمة إلى الشرق من "المرصة" ,قلت : لعلك تقصد سيدي الرئيس مكتب قدماء المحاربين ,قال : هو بعينه ,سنعينك حارسا له ,فهو المكان المناسب لك ,فكل العاملين به والمراجعين له من كبار السن والعجزة والمخرفين ,ولن يكلفك العمل به أي جهد يذكر ,فشكرت الرئيس وانصرفت.

كل ذلك حدث أثناء حلم جميل قبل شهرين ,وما زلت أقابل الرئيس كلما آويت الى فراش النوم فأذكِّره بالوعد ,لكنه لا يزيد على الابتسامة والتلويح بيده ,فمتى يتحول الحلم الى حقيقة؟

اتهدريز أحد "لمرترتين" القدماء

بقلم/ محمد محمود محمد الامين

  

         

بحث