قصة غريبة بالفعل ونادرة الحدوث ,رواها أحد الثقات لموقع "الجواهر" على أنها وقعت في العاصمة نواكشوط ,وكانت تفاصيلها كالتالي :
سافر الفتى عبد الرحمن في عمر مبكر إلى دولة خليجية للعمل بها ,بعد قطع دراسته قبل إتمام الثانوية بسبب ظروف الاسرة التي كانت تعتمد على والده رحمه الله ,حيث وافاه الاجل المحتوم في حادث سير وترك 4 بنات وولدين ,كان عبد الرحمن هو الاكبر من بينهم.
اضطر عبد الرحمن لترك مقاعد الدراسة والبحث عن عمل يؤمِّن لأسرته حياة كريمة ,فكانت وجهته الى إحدى الدول الغنية بالخليج العربي ,حيث تنقل بين عدد من الاعمال قبل أن يستقر به الحال سائقا لدى عائلة ميسورة الحال ,كانت في غاية الكرم معه.
وبسبب نبله وأخلاقه وأمانته ,اعتبرته العائلة كأحد أفراد الاسرة ,فكانوا يعطونه بسخاء ,وكان هو لهم كالابن البار ,يرعى مصالحهم ومُطلع على كل شاردة وواردة من أسرارهم..أدناهُ والدهم ,وقرّبته أمهم ,وصحِبه أبناؤهم ,وكان يبعث بما يحصل عليه من مال إلى أسرته في العاصمة ,والتي قامت بشراء منزل لائق تم تأثيثه كاملا وشراء مستلزماته من الدولة التي يعمل بها وأرسله في حاوية إلى نواكشوط قبل أن تنتقل الاسرة إليه.
بعد سنوات من العمل المتواصل والمثابرة ,اشتاقت نفسه إلى أمه وإخوته فقرر السفر والعودة إلى الوطن...ولم تبخل الاسرة الخليجية عليه بشيء ,فأغدقوا عليه بالعطايا والهدايا وودّعوه وعيونهم تفيض من الدمع حزنا.
وبعد عودته الى وطنه بأيام ,طلب من أمه أن تبحث له عن فتاة يتزوجها ,مشترطا أن تكون من أسرة كريمة ,ويفضلها أن تكون من عائلة فقيرة أو متوسطة الحال ,فاقترحت عليه إبنة جيرانهم فوافق دون تردد.
انتهت مراسيم الزواج وأراد العودة الى منزل الاسرة صحبة عروسه فرفضت أن تسكن مع أمه وإخوانه وطالبته باستئجار سكن خاص بها وكان هذا هو رأي أمه ايضا عندما وصلها الخبر.
استأجر مسكنا صغيرا ,كان عبارة عن غرفة نوم وصالة ومطبخ وحمام ,فرضيت به زوجته على مضض مع انها لم تخفِ امتعاضها وازدراءها بالمسكن الجديد ,وفي صبيحة اليوم الموالي ,ذهب الى السوق وأحضر معه كل ما يلزم الاسرة من أدوات ومواد غذائية ,لكنه فوجئ بزوجته ما زالت تغطّ في نوم عميق في حدود الساعة الحادية عشر والنصف فأيقظها وطلب منها إعداد الغداء ,فانفجرت غاضبة : (أنا جيتكْ زوجة اندور اتّمانوكتْ والراحة..ماني جايّه شغاله عندك انظل واكَـفه في الكوزين)
فسألها : ماذا تريدين إذن؟
قالت : أن "تأتي بشغالة"
رد بهدوء : من الافضل أن أتزوج "شغالة" إذن!!
وبالفعل ردها إلى أهلها ,ثم تزوج في اليوم التالي فتاة أخرى من أسرة تعتبِر خدمة الزوج والعمل على إرضائه هو الهدف الاول لها.
وأثناء حديث لا يخلو من طرافة مع بعض الاصدقاء قال : (حدْ يبغِ يرتاح وإحسْ عنو مزّوّج إشدْ شغالة)
ضحِك الجميع وانشغلوا في أحاديث جانبية قبل أن تضع الزوجة الجديدة بين أيديهم أصنافا من الطعام اللذيذ والشراب صنعته في هدوء وبإتقان شديد.
خاص بصفحة أدب وثقافة في موقع (الجواهر)