كان الوقت قد تجاوز الثالثة فجرا بقليل ,عندما استيقظت سيدة تسكن منطقة "كرفور مدريد" بمقاطعة عرفات على عصابة تحاول فتح الباب الامامي للمنزل عنوة من خلال كسره ,وكان زوجها غير موجود تلك الليلة.
كان الخوف على ابنتها المراهقة ـ أساسا ـ يتملكها ,ومع ذلك كانت رابطة الجأش ,حيث صاحت بصوت مرتفع على اللصوص تحذرهم ,لكنهم ردوا عليها بنبرة ملؤها التحدي والعزم على اقتحام المنزل ,قائلين : نحن نعلم أنه لا أحد بالداخل غيرك وابنتك وسندخل ,فكررت تحذيرها لهم مرة أخرى ,معلنة أن لديها سلاحا ستقتل به أول مَن يقتحم عليها الدار ,ثم قامت بالاتصال بالشرطة في نفس الوقت ,وأخبرتهم بالواقعة وأن سلاح زوجها موجود معها وتعرف استعماله وعلى استعداد تام لإطلاق النار على أول مَن يدخل عليها ,دفاعا عن نفسها وشرفها وعرض ابنتها ,خاصة وأن أحد اللصوص صرح لها بأنهم يريدون اغتصابها وابنتها.
جهّزت السيدة مسدس زوجها ـ التي تدربت عليه سابقا ـ وذلك بحشوه بالرصاص ,ووقفت في وضعية التسديد المباشر باتجاه المدخل الرئيسي ,لكنها كانت تتمنى في داخلها أن تصل الشرطة قبل أن تتمكّن العصابة من كسر الباب والدخول ,لكن ذلك لم يحصل ,ولم تصل الشرطة إلا بعد فوات الاوان ,وبعد اقتحام المنزل من طرف العصابة ,لكنها تعاملت مع الموقف المحرج بمنتهى الصرامة والشجاعة وضبط النفس ,حيث وقفت في زاوية مظلمة بعد أن أطفأت الانوار ,ثم قامت بإطلاق النار على أول الداخلين بعد أن أن قطع عدة أمتار داخل المنزل فأردته قتيلا على الفور ,مما جعل رفاقه يفرون كالجرذان ,بينما ظلت هي واقفة في مكانها حتى وصول أفراد من الشرطة ,حيث عاينوا الوقائع على الارض ,قبل أن يحضر وكيل الجمهورية وتبدأ الاجراءات القانونية المعتادة في مثل هذه الاحداث.
هذه القصة جرت قبل فترة ,وقد رواها مصدر مطلع من جيران السيدة لموقع (الجواهر) ونعيد نشرها اليوم بعد أن كثرت جرائم القتل والسطو والاغتصاب.