أبحاث علمية تحدد هدفين علاجيين لسرطان اقاتل

جمعة, 06/09/2019 - 09:23

نجح باحثون من معهد «سالك» للسرطان بأميركا، في تحديد إنزيمين مسؤولين عن تثبيط الأورام في الجسم، يرتبط عملهما بجين يؤدي إلى تطور سرطان الرئة عندما يحدث له تحور يُخرجه عن شكله الطبيعي.
ويعمل جين (LKB1) بشكله النشط الطبيعي كقامع للأورام، ويمنع السرطان من التكوّن، لكن في حال حدوث تحور له يغيّر من شكله النشط، ويصبح أحد الأسباب التي تؤدي إلى تطور السرطان. واكتشف باحثو «سالك» السبب في حدوث ذلك، وهما إنزيمان يمكن أن يصبحا هدفين علاجيين، تم الإعلان عنهما في النسخة الإلكترونية من دورية «Cancer Discovery» في 26 يوليو (تموز) 2019.
وكان العلماء يعرفون في السابق أن جين (LKB1) يعمل كـ «قائد فريق» يمرر الإشارات الخلوية إلى إنزيمات تدعى «kinase»، والتي تنقل الإشارة بعد ذلك لإنزيمات أخرى في تفاعل تسلسلي.
ويتكون هذا «الفريق» من 14 من الإنزيمات الرئيسية المعروفة بالتحكم في عملية الأيض والنمو، لكنّ أياً منها هي المسؤولة بشكل خاص عن الاستمرار في وظيفة الجين القمعية للسرطان، لم يكن ذلك واضحاً منذ أكثر من 15 عاماً عندما تم تحديد جين «LKB1» لأول مرة باعتباره جيناً رئيسياً تم تعطيله في سرطان الرئة.
ولمعرفة ذلك، استخدم الفريق العلمي تقنية «كريسبر» لقص الجينات جنباً إلى جنب مع التحليل الجيني لتعطيل كل إنزيم، وفعلوا ذلك مع كل إنزيم على حدة ومع أكثر من إنزيم في وقت واحد، وذلك في خلايا أورام رئة مختبرية وفي نموذج من فئران التجارب، حيث وجهت التجارب الباحثين إلى اثنين من الإنزيمات واحد يسمى (SIK1) كان له تأثير أقوى في منع الأورام من التشكيل، وعندما تم تعطيله زاد نمو الورم، وعندما تم تعطيل نشاط إنزيم آخر وهو (SIK3)، زاد الورم بقوة أكبر.
ويقول البروفسور روبن شو، مدير مركز «سالك» للسرطان والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره موقع المركز: «اكتشاف أنه من بين 14 إنزيماً، كان (SIK1) و(SIK3) هما اللاعبين الأكثر أهمية، يجعلنا قادرين الآن على تحديد طريق واحد مباشر لمهاجمة سرطان الرئة».
الخطوة التالية التي سيعمل عليها الفريق البحثي هي اختبار تلك النتيجة على حيوانات تجارب، قبل الانتقال لمرحلة التجارب السريرية، التي يتوقع الفريق البحثي الوصول إليها بعد فترة لا تقل عن 10 أعوام من الآن، كما يؤكد الدكتور بابلو هولشتاين الباحث المشارك في الدراسة في تصريح خاص عبر البريد الإلكتروني لـ«الشرق الأوسط».
ويضيف: «سنحاول التأكد خلال التجارب من فاعلية استهداف هذه الإنزيمات في العلاج، وهل ستكون كافية بمفردها أم يجب أن تضاف إليها تدخلات علاجية أخرى».
كان هذا العمل قد بدأ عام 2006، أي قبل 13 عاماً من نتائج الدراسة، ومن المرجح الانتظار 10 أعوام أخرى لتنتقل ثمار هذا العمل للبشر، وهو ما يؤكد طبيعة البحث العلمي ومدى أهمية الالتزام بمتابعة المشكلات الصعبة والمعقدة، حتى لو استغرق الأمر عشرات السنوات.

  

         

بحث