رسالة حزينة من سيدة فلبينية الى الرئيس الموريتاني

خميس, 05/09/2019 - 14:10

السيد/ رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية  الموقر

بادئ ذي بدء لا بد من الاعتذار لكم لعدم تمكني من الكتابة باللغة العربية ولا قراءتها مع حبي الشديد لها,حيث لجأت إلى أحد المترجمين ,وأرجو أن تكون الترجمة وافية ومعبرة عما أريد قوله.

سيدي الرئيس..

أنا سيدة فلبينية مسيحية الديانة ,شاءت الاقدار أن أتعرف على شاب موريتاني عامل بإحدى الدول الخليجية ,حيث كنت أعمل مربية أطفال لدى أسرة طيبة هناك ,وبعد فترة تعارفٍ وجيزة ,قررنا الزواج ,ولم تمانع الاسرة التي أعمل معها ,وتزوجنا على الطريقة الاسلامية نزولا عند رغبته.

انتقلتُ معه إلى غرفة قام بإيجارها وتأثيثها ,مع أني لم أترك عملي عند الاسرة الخليجية ,فكانت تسمح لي بالمبيت معه وأحيانا تمنحني عطلة نهاية الاسبوع.

تعرفتُ خلال تلك الفترة على العديد من الموريتانيين المتزوجين من فلبينيات وصوماليات ,بالاضافة الى موريتانيات ,حيث كنا نلتقي في بعض الأوقات النادرة ,وأثناء تلك اللقاءات ,تعرفتُ على الكثير من عادات وتقاليد الموريتانيين وأعجبت بها حتى أنني اشتقت لزيارة بلدكم. سيدي الرئيس.

مرت الأيام والسنوات وأنجبت طفلة سماها والدها "صفية" على اسم شقيقته الكبرى ,وكنا سعداء بوجودها بيننا ,لكن الرياح تأتي دائما بما لا تشتهي السفن ,كما يقال ,فقد أنْهِيَتْ خدمات زوجي من عمله وحُكِم عليه بالسجن بعد أن رفع أحد البنوك قضية يطالبه فيها بتسديد مبالغ كبيرة كان قد أخذها بضمان عمله الذي فقَده فجأة ,ولم أستطع ـ سيدي الرئيس ـ فعل أي شيء حيال الامر ,فراتبي القليل ,بالكاد يكفيني وابنتي.

سيدي الرئيس ..أرجوك لا تستعجل قبل أن تقرأ رسالتي وتفهم سرّ مأساتي.

بعد 3 سنوات اضطُرِرت للعودة لبلادي بعد وفاة والدتي التي كانت ترعى أبنائي الذين تركتهم عندها ,وقد تعاطفتْ سفارة بلدي معي ومنحتني إذنا مؤقتا كي تستطيع ابنتي مرافقتي.

سيدي الرئيس , هنا بدأت المأساة مضاعفة ,حيث فقدتُ زوجي ,وفقدت عملي ,وأصبحتْ لديّ طفلة موريتانية لا جنسية لها ولا أوراق تُثبت هويتها ,وهي الآن في سن المراهقة ,وقد حاولتُ أن تتعلمَ دين والدها وتعتنق الاسلام ,رغم أن كل المحيطين بها من الكاثوليك المسيحيين ,فكنت أذهب بها بين الحين والآخر الى حلقات تُقام في أحد المساجد البعيدة في مدينتنا ,أملاً في أن يلتئمَ ذات يوم شملها بوالدها وبأسرته في بلدهما الأم ,غير أن الامل ضاع عندما علمتُ أنه غادر السجن مباشرة الى موريتانيا بعد انتهاء محكوميته ,وهناك تعرض لحادث سير تُوفي على أثره ,رحمه الله ,في الوقت الذي لا أمتلك أي شيء يُثبت نسب ابنته أو زواجي منه سوى ورقة بزواج عرفي غير موثق من أية جهة رسمية ,فقد تم عقد القران بحضور اثنين من أصدقاء المرحوم ,بالاضافة لرب الاسرة التي كنتُ أعمل عندها.

سيدي الرئيس..

إن مشكلتي تتشابه مع مشكلات عديدة مماثلة ,حيث يوجد عدد من الاطفال الموريتانيين من أمهات فلبينيات لا يعرفون شيئا عن آبائهم ولم يتركوا لهم ما يثبت نسبهم ,وقد حصل بعضهم على الجنسية الفلبينية ,بينما لا يزال الكثيرون منهم بدون هوية ,حتى أن بعضهم أصبح مسيحيا على دين الامهات.

سيدي الرئيس..

لقد روى زوجي رحمه الله ,أن إبنتي هذه "صفية" كان جدها لأبيها أحد كبار المقاومين للاستعمار الاجنبي ,بينما كان جدها من جهة أم والدها عالما جليلا تخرج على يديه الكثير من طلبة العلم ,أفلا يشفع لها كل ذلك سيدي الرئيس؟

شكرا على سعة صدرك وقراءتك رسالتي للنهاية

 

أونانيسْا فرناندس

 

  يتم نشر الرسالة عبر موقع (الجواهر) فقط

 

       

بحث