ما أشبهَ الليلة بالبارحة ,فقد أثارت مشكلة الحدود بين الشقيقتين : العراق والكويت أزمة بين البلدين الجارين ,تُذكِّر بالازمة المشؤومة التي تسببت في اجتياح الكويت وما أعقبها من دمار شامل للعراق وخروجه نهائيا من قائمة الدول العربية القوية ذات التأثير والنفوذ في المنطقة ,وما تكبدته الكويت من خسائر فادحة في الارواح وفي البنى التحتية.
وقد أثارت شكوى العراق ضد الكويت في الأمم المتحدة واتهامها بمحاولة تغيير الحدود البحرية ردود فعل غاضبة من نواب مجلس الأمة الكويتي الذين عبروا عن استيائهم، مطالبين الحكومة بـ"ردود عملية".
واتهم العراق برسالة لمجلس الأمن الكويت باتباع سياسة فرض الأمر الواقع من خلال إحداث تغييرات جغرافية في الحدود البحرية بين البلدين.
وكشفت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة لصحيفة "الراي" الكويتية أمس الاثنين، أن المندوب العراقي لدى المنظمة الأممية السفير محمد بحر العلوم، سلم الرسالة في 7 أغسطس الماضي إلى رئيس مجلس الأمن، طالبا "تعميمها وإصدارها كوثيقة رسمية من وثائق المجلس"، مبينة أن "بحر العلوم اجتمع مع عدد من ممثلي الدول لشرح موقف بلاده".
واعتبرت بغداد أن "ترسيم الحدود من قبل طرف واحد في مناطق لم يتفق عليها الطرفان، وفقا لما نص عليه المرسوم الأميري 317 لسنة 2014 في شأن تحديد المناطق البحرية للكويت يعد فعلا باطلا بموجب أحكام القانون الدولي".
وفي المقابل، اعتبر النائب الكويتي أسامه الشاهين أن "شكوى حكومة العراق ضد الكويت سلوك مستفز ليس مستغربا من جار الشمال!"، مضيفا: "أطالب الحكومة بردود عملية وموضوعية، بجانب أخذ احتياطات أمنية ودبلوماسية كاملة".
كما علقت النائب صفاء الهاشم على الشكوى قائلة: "هذا هو نهج العراق منذ أمد! فعلا... الكحل بعين الرمدة خسارة ,حسب "الرأي".