فضت محكمة أمريكية محاولات فيسبوك إيقاف إجراءات التقاضي بخصوص جمع الموقع لصور تبرز وجوه مستخدميه.
وتدور القضية حول تحميل المستخدمين لصورهم على فيسبوك، ثم استخدامها لاحقا للتعرف عليهم في صور أخرى.
ويقاضي مستخدمون من ولاية إلينوي الأمريكية الموقع لعدم الحصول على موافقتهم لاستخدام الصور لهذا الغرض.
وقرار المحكمة هذا يعني أن المدعين بإمكانهم استكمال إجراءات التقاضي ضد فيسبوك.
حالات متفردة
وحاول فيسبوك دحض اتهامات المدعين عن طريق إقناع المحكمة بأن قضايا المدعين متفردة، ويجب أن تكون لكل منهم دعوى قضائية منفصلة.
لكن محكمة سان فرانسيسكو رفضت هذه الحجة بشكل قاطع، وقالت إن المدعين تعرضوا لما يكفي من "الأذى بشأن الخصوصية"، ومن حقهم رفع دعوى جماعية.
وجاء في الدعوى أن موقع فيسبوك لم يتخذ ما يكفي من الإجراءات لتنبيه المستخدمين بشأن جمع تفاصيل وجوههم عن طريق الصور، وأن الموقع لم يحصل على موافقة صريحة لاستخدام الصور في هذا الغرض.
ويقول المحامي شون ويليامز، ممثل المدعين، إن "البيانات الحيوية أمر شديد الحساسية، وتعتبر حجة على أصحابها عند التفريط فيها" .
وأضاف: "هي ليست كبطاقات الضمان الاجتماعي أو الائتمان، إذ يمكنك تغيير أرقام البطاقات، لكن لا يمكن تغيير الوجه" ,وجاء في بيان على لسان محامي الاتحاد، ناثان ويزلر، إن "قرار المحكمة يعتبر اعترافا قويا بمخاطر الاستخدام غير المقنن لتكنولوجيا مراقبة الوجوه".
وترجع القضية لعام 2015، إذ قال المدعون إن فيسبوك خرق قوانين ولاية إلينوي التي تحد من جمع البيانات الحيوية.
وحال الحكم لصالح المدعين، يمكن أن يدفع فيسبوك غرامات للضرر المادي، والتي تقدرها قوانين ولاية إلينوي بألف دولار "لكل حالة اختراق عن جهل" لقوانين البيانات الحيوية، وخمسة آلاف دولار عن كل حالة اختراق بسبب "الاستهتار".
وذكرت رويترز إن ملايين المستخدمين بإمكانهم الانضمام لهذه الدعوى الجماعية، ما يمكن أن يؤدي إلى فرض غرامة هائلة على فيسبوك.
وقالت شركة فيسبوك إنها تنوي الاستئناف على القرار. "ودائما ما نعلن عن قواعد استخدام تكنولوجيا التعرف على الوجوه، وبإمكان المستخدمين تشغيلها أو إبطالها في أي وقت".
وتواجه الحكومات والمشرعون الكثير من الانتقادات لتكنولوجيا التعرف على الوجوه. وفي المملكة المتحدة، قال أعضاء البرلمان إنه يجب منع استخدامها. كما قال مفاوض المعلومات إنها تثير "مخاوف شديدة" بشأن الخصوصية.