سيسدل الستار بعد أيام قليلة على الحملة الانتخابيــــة لاقتـــــراع 22 يونيو 2019. وقد ارتأينا في هذا الظرف الدقيق من تاريخ بلادنا أن نشاطر الرأي العام الوطني والدولي تقييمنا للمسار الجاري ورأينا حول سير الأحداث. فبعد أن عجز عن فرض مأمورية رئاسية ثالثة لصالح رأسه، عمد نظام محمد ولد عبد العزيز إلى إعادة إنتاج نفسه من خلال الوريث الذي اختاره ورشحه ويستميت في دعمه.
وكما يدرك الجميع فقد بدأت الحملة الفعلية لهذا التوريث قبل عدة أشهر عن طريق جولة وطنية جاب خلالها المرشح جميع مقاطعات الوطن وعبر العديد من مبادرات الدعم من أفراد ومجموعات ذات صلة بالنظام الحاكم مع تعبئة موارد ووسائل هائلة لصالح مرشح استمرار النهج، كما يصفه أنصار النظام دون خجل.
إننا نشاهد منذ عدة أشهر وعلى نطاق واسع تنفيذ منظومة تزوير مكشوفة تستهدف التأثير على الناخبين ومصادرة إرادتهم وذلك من خلال:
- الإصرار على رفض إعادة هيكلة اللجنة المستقلة للانتخابات مع أنها ضرورية لتجسيد استقلاليتها الفعلية ومن ثم ضمان شفافية الانتخابات.
- منح صفقة طباعة بطاقات التصويت لرجل أعمال من أبرز الناشطين في حملة مرشح النظام والذي يؤوي مقر حملته.
- المتاجرة ببطاقات التعريف وشراء الضمائر.
- التدخل السافر للإدارة بما في ذلك القيادات العسكرية على جميع المستويات لتقديم الدعم المادي والمعنوي للمرشح.
- الابتزاز المستمر للمجموعات المحلية باشتراط حصول المواطنين على أبسط حقوقهم المشروعة بالتصويت للنظام.
- الابتزاز والتهديد الذي يمارس ضد رجال الأعمال من أجل إرغامهم على تمويل حملة المرشح.
إننا في هذه اللحظة الحاسمة في تاريخ بلادنا ننبه الشعب الموريتاني إلى أن لديه أسلحة ناجعة كفيلة، إذا ما أحسن استخدامها، بتذليل كل الصعاب وتمكينه من فرض إرادته وذلك بالتعبئة الشاملة ورص الصفوف وبالتصميم، ذلك ما أكدته تجربته من خلال انتزاع بلدية عرفات، كما جسدته تجارب شعوب عديدة في منطقتنا وفي العالم.
وعليه فإننا ندعو الشعب الموريتاني للتصويت بكثرة للمرشح محمد ولد مولود ولبرنامجه الانتخابي الذي يركز على وحدة كافة مكونات الشعب الموريتاني في جو من الاحترام المتبادل والتضامن والحكامة الرشيدة ومكافحة الفساد والرشوة وكافة أشكال الظلم والإقصاء والاضطهاد.
إن الإعلانات والوعود المغرية مألوفة في مثل هذه المناسبات إلا أن جميع الموريتانيين الواعين يدركون أنها عندما تكون صادرة من محمد ولد مولود فإنها تعبير صادق عن قناعات راسخة يشفع لها السلوك والممارسة اليومية.
إن هذا البرنامج يشكل السبيل الأمثل لتحقيق الوحدة الوطنية والتنمية المستدامة والازدهار.
ومن أجل ضمان فوز المرشح محمد ولد مولود الذي سيكون فوزا لموريتانيا فإن كل ناخب وكل ناخبة مطالب بالتعبئة وباستنهاض أقاربه ومحيطه ويتوخى الحذر سبيلا لتمكين المواطنين من التعبير بحرية عن اختيارهم ولمكافحة التزوير بجميع أشكاله. كما أن على الممثلين في مكاتب التصويت والمراقبين أن يضطلعوا بدورهم بشجاعة وصرامة ويسهروا على سلامة الاقتراع وعلى تسجيل جميع المخالفات وحالات التزوير والمحاولات المشبوهة من أجل الإبلاغ عنها.
إن هذا النداء موجه كذلك للرأي العام الوطني والدولي كي يفرض سلامة وشفافية العمليات الانتخابية في مختلف مراحلها.
وهو موجه في الأخير إلى السلطات الإدارية وإلى كافة القيادات العسكرية كي تلتزم بالدستور وتمتنع عن التدخل فيالمسار الانتخابي بشكل غير شرعي.
نواكشوط، 18 يونيو 2019
حملة مرشح ائتلاف قوي التغيير الديمقراطي د/ محمد مولود