السّيد دونالد ترامب، تحيّة وبعد:
ويشهدُ الله أنّي كنتُ أدعو أن تفوز، حتى إنّ زوجتي بشّرتني بفوزك، قائلةً لي: لقد فاز صاحبُك! وطبعًا كنتُ سأصوِّتُ لكَ ليس محبةً فيك؛ فقلبي ليس أعمى إلى هذه الدّرجة، ولكن لأنّكَ خب.يثٌ مكشوف، ما بقلبكَ على لسانك، فلستَ دبلوماسيًّا كالحيّة الرّقطاء هيلاري! أردتُّ لكَ أن تفوز ليظهر لقومي وجه أمريكا القبيح على يديك؛ فأنا من قومٍ إذا قالت لهم هيلاري: اذهبوا إلى الجحيم أيها اللّطيفون! لقالوا: تغزّلتْ بنا الشقراء! معكَ الأمرُ مختلف، أنتَ صريحٌ جدًّا، وتلعبُ على المكشوف. أنتَ تقول صراحةً: نريدُ نفط العرب، أنتَ تقول صراحةً: العرب والمسلمون غير مرحَّبٍ بهم في أمريكا! أنتَ تقول صراحةً: أنا مع إسرا* ئيل في كلّ ما تفعل، ولا تقول أنا ضدّ الاستيطان، وتدفع لهم ثمن الإسمنت، ولا تُطالب إسر* ائيل بضبط النّفس تجاه عْرْzة، وتعطيهم الصوا.ريخ ليق.صفوها!
سيادةَ الرّئيس:
أتعرفُ لماذا اختارتْكَ أمريكا؟ سأخبركَ، لقد اختارتكَ لأنّكَ نسخةٌ عنها، فمواصفاتك في أيِّ دولة محترمة ليست إلّا مواصفات رئيس عصابة! ولا تغضبْ؛ فالبيّنة على من ادّعى! أوّلًا: أنتَ عديم الثقافة، وتفهم في السياسة مقدارَ ما تفهم شاكيرا في النظرية النسبية؛ فقد مرّغتك هيلاري في مناظرتَيْن، وعرّتْ جهلكَ، ورغم هذا انتخبوك! سرّبوا لكَ مقاطع فيديو بالصوت والصورة تفتخرُ فيها بالتّحرُّش بالنِّساء، ورغم هذا انتخبوك! أثبتوا تهرُّبَك من دفع الضَّرائب التي ستطالب الناس بدفعها، ورغم هذا انتخبوك! حياتك الأُسريَّة مثيرة للغثيان ورغم هذا انتخبوك! صدّقني أنتَ نسخة مصغّرة عن أمريكا، نسخة قبيحة عن دولة قبيحة، ما زالت حتى اليوم تحتفل بذكرى إلقائها قنا.بل نو.ويّة على هيروشيما وناكازاكي دون أدنى وازعٍ من ضمير!
سيادةَ الرّئيس:
سئمنا من الأقنعة؛ فأرنا وجه أمريكا الحقيقيّ، وسئمنا من الكلام المعسول فأسمعنا كلام أمريكا الحقيقي، سئمنا من شعوركم بالقلق والغثيان لما يحدثُ لنا، فهذه أعراض حمل ووحام لا أعراض سياسة، فأظهر لنا مشاعر أمريكا الحقيقية نحونا، ولا تخَفْ علينا من خيبة عاطفيّة، فنحن نعرف، ولكن نريد أن يعرف حكَّامنا أنها علاقة حُبّ من طرف واحد! سئمنا من محاولة إظهار إمساككم بالعصا من المنتصف، فامسكها من طرفها، وهُشَّ بها على رؤوسنا علّنا نستيقظ!
سيادة الرّئيس:
لا شيء أسرع في خر.اب الدّول من تسليم زمام أمرها إلى أحمق، وإني أسأل الله أن يكون عهدكَ فاتحة الخر.اب، وأن تكون سنوات حكمك على أمريكا كالسّبع العجاف على أهل مصر زمن يوسف عليه السّلام، فكُنْ أنتَ، ولا تسمَحْ لهم أن يلجموك. أرجوك، كُنْ أمريكيًّا من دون مساحيق تجميل!
وفي الأخير، رسالتي إلى الملوك والأمراء والرّؤساء العرب، دون إستثناء: ليس هناك أحقر ولا أوسخ من ترامب إلّا أنتم!
ايها التعساء
بقلم أدهم شرقاوي
صحيفة الوطن القطرية