يتواصل مسلسل الاعتداء على الأطباء من قبل المرضى وذويهم، وسط مطالب متكررة من النقابة العامة للأطباء بضرورة وجود أدوات ردع وعقوبات مغلظة تمنع من التطاول أو التجاوز في حق أطقم الرعاية الطبية من قبل متلقى الخدمة أو أقاربه، وتحفظ حرمة المنشآت الطبية خاصة وعامة.
وبحسب بيان لنقابة الأطباء، تعرض الطاقم الطبي في مستشفى الشيخ زايد آل نهيان التابع لأمانة المراكز الطبية المتخصصة، بمحافظة القاهرة، للاعتداء من قبل أهالي مريضة كانت تخضع للعلاج بالرعاية المركزة نتيجة إصابتها بجلطة في المخ، ما تسبب في إصابة طبيب وإحداث تلفيات في قسم الرعاية المركزة.
مستشفى الشيخ زايد آل نهيان
أدان الدكتور أبو بكر القاضي أمين صندوق الأطباء وأمين عام مساعد اتحاد المهن الطبية، حوادث الاعتداء المتكررة على الأطقم الطبية، مطالبا بتغليظ عقوبة الاعتداء علي الأطقم والمنشآت الطبية.
وأكد أن تلك الواقعة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، لذلك لا بد أن يكون هناك رادع لكل من تسول له نفسه فعل ذلك؛ من خلال تغليظ عقوبة الاعتداء على الأطقم الطبية، خاصة وأن الاعتداء لم يكن على الطبيب فقط، بل تم إحداث تلفيات في قسم الرعاية المركزة، مما أدى إلى توقف تلقي الخدمة لباقي المرضى، وإحداث حالة ذعر في المستشفى.
وأشار القاضي، إلى أن النقابة تتابع حالة الطبيب المعتدى عليه.
وأجرى الدكتور أسامة عبد الحي نقيب الأطباء، والأمين العام المساعد للنقابة د. خالد أمين، زيارة إلى مستشفى الشيخ زايد آل نهيان، للاطمئنان على حالته، وتقديم كل سبل الدعم له.
فيما أكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، أن الوزارة لا تقبل أي تقصير في تقديم خدمات الرعاية الصحية للمرضى، كما أنها لا تتسامح في التعدي على الطواقم الطبية، والمنشآت الصحية أيا كان وصف ونوع هذا التعدي، مؤكدا أنه جار اتخاذ جميع الإجراءات القانونية، تجاه هذه الواقعة، بمعرفة الوزارة.
فيما تابع نقيب الأطباء د. أسامة عبد الحي، واقعة الاعتداء، وتواصل مع رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، وعدد من المسؤولين؛ للتأكد من تحرير محضر اعتداء باسم المنشأة الطبية.
وكلف نقيب الأطباء المستشار القانوني للنقابة، بتقديم كل الدعم القانوني للطبيب، ومتابعة سير التحقيقات في واقعة الاعتداء المؤسفة التي شهدتها المستشفى.
وأكد نقيب الأطباء، أن الدولة حتى الآن لم تنجح في القضاء على ظاهرة الاعتداء على الأطباء والمنشآت الطبية، مشددا على ضرورة تعاون كل الأجهزة المعنية للقضاء على هذه الظاهرة المؤسفة.
وشدد د. أسامة عبد الحي، على أن ظاهرة الاعتداء على الأطباء والمنشآت الطبية “ظاهرة مشينة وهمجية” يجب معاقبة مرتكبيها بأشد العقاب، وبصورة فورية حتى يكونوا عبرة لغيرهم، مطالبا بضرورة تغليظ عقوبة الاعتداء على المنشآت الطبية والعاملين بها، واعتبارها جريمة لا يجوز التصالح فيها بأي حال من الأحوال.
وحذر نقيب الأطباء من أن استمرار وقائع الاعتداء على الأطباء والمنشآت الطبية، يتسبب في وقف تقديم الخدمات الطبية للمرضى بالمستشفى، مما قد يودي بحياة بعضهم، كما أنه سيدفع ما تبقى من الأطباء في مصر للهجرة إلى الخارج، بحثا عن بيئة عمل آمنة، مما يهدد استقرار المنظومة الصحية بالكامل.
فيما كشف أحد الأطباء تفاصيل اعتداء أهل حالة على طبيب العناية المركزة بمستشفى الشيخ زايد آل نهيان التابع لأمانة المراكز الطبية المتخصصة، قائلا: "تسبب الاعتداء في جرح قطعي تم معالجته بـ 10 غرز في يده".