إن علينا أن لا ننسى أن حركة افلام التي حملت السلاح ضد موريتانيا سنوات عديدة وفشلت في إيجاد موقع لها مهما كان في الضفة، ولا تمثل مطلقا مواطنيننا البولار ولا السونينكي لأسباب عديدة أهمها أن منطلقها بدأ انفصاليا مسلحا وانتهى تقسيميا عرقيا، ولم يملكوا يوما مشروع وطن واحد وموحد يعتز بتنوعه ويفاخر.
وحين نتابع اليوم بيانها ببدء تنسيق بينها مع حركة إيرا فليس في الامر جديد مطلقا، بل ظل هذا التنسيق قائما وطبيعيا من خلال طبيعة الحركتين ورؤيتهما التقسيمية ومشروعهما الهادف إلى زعزعة أمن البلد واستقراره وتشويه صورته في الداخل والخارج.
لقد ظل تحالف الحركتين مقلقا لكل القوى السياسية الوطنية بسبب ميلهما الدائم إلى أساليب العنف، كما أن تاريخ افلام في العمل المسلح يطرح ويثير أكثر من تساؤل حول سلمية إيرا.
إلا أن التاريخ أثبت في كل مراحله أن الشعب الموريتاني بمختلف مكوناته يرفض كل قوى التطرف والعنف مهما كان لونها أو عرقها، ويدعم دوما مشروع الوطن الواحد ودولة المواطنة التي تحكمها الديموقراطية وتشيع فيها الحريات وتسودها الأُخوة التي نسجها التاريخ ويَفرضها المصير.
سيدي محمد ولد محم