فضيحة القرن.../

ثلاثاء, 02/07/2024 - 21:08

منذ سنوات طويلة وانا اتساءل عن سبب اللعنة التي حلت ببلادنا..

 

ولماذا نحن فقراء دائما وشاحبون ابدا..

وبعد ان التحقت بسلك المحامين واصبحت مزوارا لقصور العدل..

 

اكتشفت ان السبب في بوار ارضنا وشحوب اهلها هو مراس الناس على الظلم

 

وغياب النهي عن المنكر

 

واختفاء الامر بالمعروف..

 

في بلادنا لا حق للضعيف..

 

وامام قضاتنا لا مكانة لمن لاقبيلة خلفه..

 

هذه الحقيقة المحزنة تجلت لي في كثير من الاحايين..

 

وفي صبيحة هذا اليوم الذي ينشغل فيه جل الناس بغمرة الاقتراع ومخرجاته وجدتني في قصر العدل بغرب نواكشوط استمع لسردية غريبة حول رجل يقبع في السجن منذ 27 سنة.. فقد حكم عليه بالسجن المؤبد بعد ان ادين بجريمة القتل العمد واغتصاب فتاة في ميعة الصبا.

 

الى هنا لا توجد مشكلة..

 

المشكلة يا ناس ان الفتاة حية ترزق ..!

 

هل يصدمكم ذلك..؟

 

نعم انه امر صادم فعلا..

 

لذلك انني اطلب اصحاب الامراض المزمنة..

 

وصغار السن بتجنب صفحتي

 

وعدم مواصلة قراءة هذا المنشور.

 

اليكم ملخصي لهذه الفضيحة :

 

هناك شخص يدعي محمد ولد امبارك من مواليد 1963 بمدينة القوارب ولاية الترارزة اعتقل واودع السجن في يوم 9 ديسمبر 1997 بتهمة القتل العمد واغتصاب الفتاة فاتي عبد الرحمن بوي المولودة في دب آنغو ولاية البراكنة برسم سنة 1989

 

تقول الاحكام القضائية انه قتلها واغتصبها حية وميتة..

 

اي انه مارس عليها جريمة النيكروفيليا..

والدليل ان آخر مكالمة هاتفية لها كانت معه.

 

وقد اصر والد الضحية على حقه..

 

وقال فيما قال انه سبق ونهره بل وامره ان لا يدنو من سور حديقتها

 

لكنه وباجرام استدرجها وفعل فيها ما فعل..

 

واختفت الجثة ولم يعثر عليها.

 

 

اتى بشهود غير عدول.. صرحوا بانهم شاهدوه معها..

 

اكدت محاكم الدرجة الثانية والعليا العقوبة وحسم الامر دون جدل

 

فابناء الفقراء لا احد يهتم بشؤونهم.

 

ثم ظهرت فاتي عبد الرحمن بوي في المملكة الاسبانية..

 

وتزوجت فيها وانجبت..

 

وعادت لموريتانيا وسافرت بمعدل مرة كل سنتين

 

ولها اوراق ثبوتية موريتانية في السجل المدني للسكان وهوية رقم :

 

1546440640

 

وظل محمد ولد امبارك منسيا في السجن حتى وبعد ان اهتم بامره المحامي احمد ولد اعلي..الذي اثار القضية برسالة الى وزير العدل الذي احالها لأحد مستشاريه..

 

منذ سنتين مازالت تعقيدات البيروقراطية الموريتانية تفرض المسكين على المكوث في السجن الذي يوجد فيه ظلما وعدوانا منذ ثلث قرن.

للتنبيه : ادلى اب فاتي المدعو عبد الرحمن الاي بوي المولود سنة 1946 بالقوارب.

 

وهو صاحب الهوية رقم 0608507482

 

انه يعترف بظلمه للسيد محمد ولد امبارك وانه أخطأ في حقه وانه يطلب الله ان يغفر له ما تسبب فيه وضمن رقم هاتفه لتصريحه امام الموثق محمد اكتوشني ولد خيار بتاريخ 11 مايو 2022 وهو التصريح المرقم 0492/2022في سجلات مكتب التوثيق بالقوارب.

 

في دولة طبيعية..

 

في شعب طبيعي ..

 

تؤدي هذه المعلومات الخادشة والمفجعة الى تسونامي حقوقي عظيم.

 

لكن يبدو ان الضمائر الانسانية قد ماتت في اهل موريتانيا.

في الظروف الطبيعية يفتح تحقيق في هذه الجريمة لتحديد مسؤولية كل فاعل..

 

ويتوارى عن الانظار كل مخطئ..

 

الحياة الانسانية امر مقدس لا يجوز التلاعب به.

 

ان انتزاع الاعترافات بالعنف والتمرس على التعذيب هو الذي أوصلنا الى هذه المآسي الغرائبية ..

 

ليتخيل احدكم انه اعتقل ..ووضع في السجن وحوكم وعوقب..

 

على جريمة لم تقع..

 

الضمير الجمعي هو الذي يتحرك حين يكون الظلم بواحا..

 

والظلم في هذه القضية صارخ ومزلزل؟

 

احتقار حياة اي شخص.. احتقار لنا جميعا.

 

على الأمة الموريتانية ان تعتذر للسيد محمد ولد امبارك.

 

لا عيب في الاعتذار..

 

والشخص الوحيد الذي يكلفه الشرع بأن يعتذر له باسمنا اجمعين هو رئيس الجمهورية.

 

فليعتذر له رئيس الجمهورية باسم حكومة وشعب موريتانيا وليجبر خاطره 

بما يناسب الرزء الجلل...

 

على الدولة ان تعوضه ماديا وان تلاحق من فعلوا به هذا.

 

لكي لا يتكرر هذا النوع من الاستهتار بحقوق الناس.

 

اللهم ان هذا منكر انكرناه..

 

اللهم اني بلغت

 

اللهم فاشهد...

 

الوزير الأسبق والمحامي الاستاذ/ محمد ولد أمين