وضعت أم فلسطينية مولودها في غزة، أمس، برغم ويلات القصف الإسرائيلي الذي راح ضحيته نحو 1200 شخص من أهل القطاع حتى الآن.
وكان الصحفي في «رويترز»، محمد سالم، يصوّر آثار قصف إسرائيلي على غزة صباح أمس، عندما تلقَّى رسالة عاجلة بأن زوجته على وشك أن تلد في المنزل.
وأطفأ سالم الكاميرا وأسرع إلى زوجته، وحمد الله أنها قد تلد خلال النهار حين تكون الهجمات الإسرائيلية أقل حدة، لكنه كان قلقاً من احتمال استقبال وليده وسط ويلات الحرب.
وقال سالم (39 عاماً)، وهو عضو في فريق «رويترز» في قطاع غزة ويغطي أحداث الرد الإسرائيلي على الهجوم الذي شنَّته «حماس»: «من الصعب التجول خلال الليل في ظل كل الهجمات وسيارات الإسعاف».
وأخذ سالم، الذي كان لا يزال يرتدي سترة واقية، زوجته خولة، وتوجه بها في سيارته المدرعة إلى مستشفى الصحابة في مدينة غزة، حيث أنجبت صبياً اسمه «عبد الله» نحو الساعة 12 ظهراً بالتوقيت المحلي.
وكان سالم لا يزال يحمل الكاميرا؛ لذا صوَّر لقطات من داخل المستشفى، وظهر في إحداها المولود الجديد الذي كان يرتدي ملابس بيضاء بينما كان يبكي، وتظهر في لقطة أخرى ممرضة تحمل طفلاً حديث الولادة.
وقال سالم، وهو أب لأربع بنات: «بينما كنت أغطي كل الألم في الشوارع والمستشفيات وألتقطه بالعدسة، تلقيت هذا الخبر المفرح».
وأضاف: «اللحظة تجمع بين السعادة والألم، لكن مرة أخرى، هذه هي الحياة، ويجب أن تستمر الحياة».