من أغرب وأطرف وأصعب عادات الزواج في موريتانيا

سبت, 20/11/2021 - 19:41

حدث ذات مرة أن حضرت عرسا في أحد آدوابه الحدودية، و من غريب عادات صديقات
 العروس أنهن لا يطلبن كعادة أكثر من مائة أوقية.. مائة أوقية فقط..!
الأغرب من ذلك و الأطرف أن أصحاب العريس _ أثناء التفاوض _ مستعدون لدفع مائة ألف أوقية، على ألا يدفعوا المائة أوقية.. لكن صديقات العروس و بعض النساء "الكهلات" رفضن.. هن لا يردن غير مائة أوقية..!
فشل التفاوض، لتبدأ رحلة البحث عن العادة مائة أوقية..!
ركب أصحاب العريس على الأحصنة فرادى، و في السيارات جماعات، و أنطلقت المواكب، أكثر من ثلاثين "أفكراش" يبحثون عن العادة المائة أوقية..!
بعض السيارات اتجه صوب المقاطعة، و البعض الآخر إلى عمق الأراضي المالية.. في حين اتجه الخيالة إلى بعض المراكز التجارية القريبة ( لسواق ) القريبة.
شخصيا كنت أفكر بصمت، و أتهم النسوة بالبلادة كيف يرفضن مائة ألف أوقية مقابل مائة أوقية؟ قد يعجزون عن جلبها، نظرا لكثرة ما سيكلف الحصول عليها..
فها هي أكباد الخيل تضرب، و سيارات عابرة للصحاري، و عشرات الرجال... و مع ذلك الله تعالى وحده يعلم هل ينتصر الرجال في جلب عادة النساء، أو يلحقهن عار الهزيمة أمام العادة النسائية..؟
لم يفكر الناس من حولي فيما كنت أفكر فيه، ربما لأنني الوحيد الغريب بينهم.. كانوا يضحكون.. و في غمرة الفرح ساهون..
انقسمموا نصفين البعض يقول بقدرة الشباب على جلب المائة أوقية، و البعض الآخر يقول بفشلهم ( بناء على تجارب سابقة )...
لا شك أنكم تساءلتم عن سر المائة أوقية..! سأخبركم و لكن دعونا أولا نرى ما فعل جيش العريس لجلب العادة "المائة أوقية..".
بعد ثلاث ساعات _ أو تزيد _ من الأنتظار، لاح في الأفق البعيد أحد فرساننا الأشاوس المغاوير، تسابق إليه أطفال ادباي.. ها هو ذا يقترب رويدا رويدا.. هذا فلان عرفوه باسمه و وسمه..!
خرج الحضور لأستقباله في صفين أحدهما للرجال و الآخر للنساء..
تعالت الصيحات، و الزغاريد.. بدأ بعضهم يغني أغاني فلكلورية، شيئا فشيئا بدأت تنتظم، لتشكل مع التصفيقات و الرقصات لوحة فنية رائعة، تطبعها الشعبوية و العفوية معا...
فجأة دوى أنفجار قوي، فزعت "انخلعت"، تبعه ثاني فثالث.. إنها طلقات نارية..
هدأ روعي، إلتفت إلى الفارس و تجاهلت مظاهر الأحتفال من حولي لأستنطق ملامحه، هل غنم المائة أوقية ؟ رأيته يبتسم، و هذا أمر عادي.. هو أيضا لا يطيل النظر في أعين الناس فهو يغض طرفه إلى أسفل، قلت في نفسي لعله الحياء.. هو أيضا لا يلوح بيديه كما يفعل الظافرون.. دخلنا الخيمة، و انتهى الأستقبال السريع.. بعدها أكد أنه لم يجلب شيئا...!
تتابع مجيئ الخيالة و السيارات بعد ذلك، و تم أستقبالهم بنفس الطريقة... و بعد أكتمال حضورهم بدأوا ما يعرف عند الباحثين عن العلك ( العلاكة ) ب"إتصاب لملاكيط"..
هنا سأخبركم سر المائة أوقية: سرها أنها من فئة أوقية واحدة، أوقية واحدة..
أحد أصحاب العريس جلب ثلاث أواق.. و آخر ست أواق... ليصبح مجموع ما جلبوا مجتمعين 67 اوقية من أوكي أوكي...
و عليه فقد انتصر النسوة، و هزم أصحاب العريس أمامهن، مما يقتضي أن على صاحبات العروس تحديد العادة التي على أصحاب العريس دفعها.. لتبدأ جولة جديدة من المفاوضات، طرفها الأقوى هن الصيدات…
أصل إصحه بعد...
من صفحة الرائع  Saleck Ould inalla

  

         

بحث