لا شك أن استهداف شاحنات مدنية جزائرية عائدة من نواكشوط بعد أن أفرغت حمولتها من البضائع بصواريخ مباشرة ,ما يزال يشكل لغزا محيرا عصيا على التحليل والقراءة ,طالما أن الهدف لا يشكل أي خطر ذا قيمة استراتيجة ,اللهم إذا كان المغزى هو التحذير أو إرسال رسالة لجهة ما بأن تحسب ألف حساب لقادم الايام ,وربما تكون أيضا رسالة غير مشفرة للجميع بأن المنطقة كلها ما زالت تعيش على فوهة بركان قد ينفجر في أية لحظة وينفث حِممه في كل الاتجاهات ,ولن يسلم منه أحد.
لكن هذا الغموض بدأ في التكشف ,والضبابية بدأت في الانقشاع حين تم استهداف منقبين موريتانيين آمنين بعد حادثة الشاحنات بيومين وفي منطقة غير بعيدة ,فالرسائل واحدة فيما يبدو ,والمستهدف هو ضرب الهدوء القائم منذ حوالي 30 سنة ,ولربما هناك مَن لا يقر له قرار ولا يهدأ له بال في ظل الاوضاع الراهنة التي ألفها البعض ,وأمِن فيها الجميع رغم حالة "اللاحرب واللاسلم" التي نعيشها في المنطقة.
ولعل حوارا جادا ,ونوايا صادقة مؤمنة بضرورة العيش المشترك إذا توافرا ,يمكنهما حلحلة هذه المشاكل المزمنة وإيجاد فرص لرؤية مستقبل أفضل لهذه الاجيال والاجيال القادمة.
افتتاحية (الجواهر)