مكَـصورات لعمر!!!

أربعاء, 15/09/2021 - 18:10

مَكْصُورَاتْ لِعْمِرْ!!!

..تمنعتا على الاستصلاح المتواصل وكنس الوهم بشفرة "جيلت"...صار ممكنا ملاحظة مزرعة شعر رقيق لم يحصل بعد على اعتراف به ككيان أسود مستقل عن شعر الصبيان الفاتح الذي مانع في الاختفاء رغم عمليات التجريف المتواصلة....كان صاحبنا قارئا نهما...يعشق جبران خليل جبران و يعشق سلمى كرامه ...كانت عبارة : الحب كلمة تقولها الشفاه الأربع لازمة يكررها في أوقات الشرود الذهني والخلوة مع أحلام اليقظة اللذيذة ...

في ساعد صاحبه ساعة "مورتيما" و في ساعده هو ساعة "ساموز" " آنتيمانيتيك"، و كانا يحلمان بساعات "سيكو سينك أوتوماتك" التي جلبها صديقهما محمود من انواكشوط قبل أن يكتشفا أن محمود يحمل جثة ساعة صدئة....

و تمضي الأيام، و يرحل الشهر والشهران إلى مدافن الليالي الجميلة...قررا أن يفتحا أرض الرجال...و لم لا ؟؟ هما شابان يمدان اليد إلى البكالوريا، مفتاح الدنيا، و واحة الأحلام السحرية...متفوقان في الدراسة ...ماهران في الإنشاء...حديثا عهد بطلاق "اكرافنا" و استبدالها ب"مارلبورو"...تدربا طويلا على طريقة "ارْدِيسْ" و إخراج الدخان من الأنف...

ضبطا محمود مرات أمام مرآة الحمام يحاول الاستقرار على حالة يشرب بها الشاي والماء من كأس زجاجية مثل كؤوس مطعم جاللو الرخيص في مدينه R...كان يرشف الجرعة بملتقى شفتيه، يغمض عينه اليمنى و يغني " هل رأى الحب سكارى مثلنا."..

كان اليوم طويلا...طويلا...تمر الدقائق كالساعات ...و كيف يصبر عاشقان أسرجا جياد العطف، وركبا موج الأحلام عن فتح عظيم، و اقتلاع أعتى قلاع التردد والتسويف....اختفت الشمس وهما يشيعان آخر شعرة من حاجبها...

عيسى طفل صغير يطمع في دخول زريبة العصر، و كانا يستغلان تعلقه بقبوله صاحبا، فيكلفانه ببعض المهام التي يستصعبانها، أو يريانها لا تليق بهما كمشروعي رجلين على أبواب حياة عاطفية حالمة...

في تلك الليلة قررا أن يقولا وداعا لتصحر العواطف، و برودة القلوب التي لا تخفق و لا ترق ..لا بد من العزف على الوتر المشدود....

أ رسلاه في مهمة سرية، ما قدرا فزع اللقاء الأول، ووجيب القلوب، و تلاحق الأنفاس، حين يجد الأربعة أنفسهم وجها لوجه على صعيد واحد، في لحظة حاسمة مروعة، لحظة انعقاد الألسن والبحث عن خلاص، و طلب النجدة من مجهول شارد، من سوء حظ المراهقيْن أن الفتاتين غارقتان في قصص الغرام الورقي، لم تجربا بعد أن الممكن في الحلم والحروف لا يمكن في الواقع...

عولا على تسويف الأنثى و دلالها، انتظرا أن يعيشا متاع اللقاء المؤجل، و لذة الوعد المكذوب، وهي فترة تدريب كافية للتعامل مع مفاجآت اللقاء الأول....

رجع رسولهما الصغير يعدو بشيرا...شعرا بنشوة الانتصار...أليس إنجازا أعجز الرجال و الأبطال...أرق عنترة وأرهق ابن الملوح ...؟!

فجأة ظهر الشبحان...اقتربا...اقتربا...فتبين لهما الخيط الأبيض من الخيط الأسود من ملحفتيهما، قال الفتى لصاحبه ويحك انج بنفسك(مَكْصُوراتْ لِعْمِرْ ذَهُمَاتِ جَاوْ)، فأطلقا سيقانهما للريح ....

 

الكاتب المبدع الذي يوقع باسم Dhakou Weinhou

 

  

         

بحث