رسالة إلى رئيس الجمهورية : لإنصافنا في التنمية خلال معرض تمبدغة للثروة الحيوانية
سيدي الرئيس الموقر،
بعدما يليق بجنابكم من التقدير والإحترام، يسرنا نحن جماعة الغنم بكل فصائلنا ممثلين غالبية ساكنة هذا البلد حيث يتجاوز عددنا 21 مليون رأس أن نشكوا إليكم كل أنواع التهميش و الإقصاء منذ استقلال بلدنا. رغم أننا نشغل أكثر من 60% من سكان الريف و نساهم في الناتج المحلي بنسبة معتبرة. و مع ذلك، لولا رحمة الله بنا فترة الخريف حين يسقينا الغيث و ينبت لنا الأرض نرعى ونأكل، لقضى علينا الجوع و الهزال طيلة باقي أشهر السنة. رغم أننا نكرم الضيف و ننعش كل بيت و ندخل السرور والفرحة على كل مواطن في كل موسم.
سيدي الرئيس، نود أن يكون معرض تمبدغة الذي ستدشنونه مناسبة لإنصافنا و رفع الظلم عنا. فمطلبنا بسيط و غير مكلف. فقط زراعة بعض النباتات نأكل منها و نرعى كي نعطيكم عطاء أكثر. و لعلمكم الكريم، فإن تكلفة البرسيم الأخضر مثلا في أوروبا أقل من أوقية للكيل ، فما بالكم بتكلفته عندنا في ظروف إنتاج أخفض كلفة باستخدام الطاقة الشمسية و طرق الإنتاج المعقلنة. و ما بالكم بنباتات أخرى أقل كلفة من البرسيم و تعمر أكثر من عقد من الزمن نرعى فيها دون الحاجة إلى نفقات مكلفة و برنامج تدخل استعجالي بعشرات المليارات لتخفيف وطأة الجفاف عندما يضرب أرضنا. و موكلنا يشهد على ذلك من أعلاف ذات جودة عالية و تكاليف منخفضة سبق أن جربت في بلادنا و أعطت نتائج عالية. و نحن نضع موكلنا رهن إشارتكم في خدمتكم وتحت تصرف مدير ديوانكم و كل القطاعات المعنية من أجل الإقلاع بهذه الثروة الهائلة و توفير قيمة مضافة هامة.
سيدي الرئيس نحن أميون لكننا انتدبنا من برفع لكم تظلمنا لأننا لا نريد توسيخ شوارع الرئاسة بعرصتنا و بولنا و لانريد سد الشوارع بتظاهراتنا لأن مليونا واحدا منا سيسبب ذلك حين ننظم تجمهرا واحدا، بل إن بعض قرون الأكباش العاتية منا يمكن أن تسبب ضحايا إذا خل بعضها بالإنضباط و نطح مسؤولين أو مواطنين عزل لا قدر الله.
سيدي الرئيس، إننا نطمح أن تكون بلادنا في ظل سيادتكم الرشيدة تتوج طلائع الأمم حتى تحتل المرتبة الأولى أمام كل دولة بما فيها نيوزيلندا التي احتلت مرتبة مرموقة في رعايتنا و تنميتنا و العناية بنا حتى أعطيناها فرصة تصدير لحومنا و ألباننا إلى جميع الدول، رغم أن عدد سكانها مثيل لبلدنا.
سيدي الرئيس، إن أبسط العناية بنا لا تتطلب صرف ميزانية ضخمة بعشرات المليارات لإنشاء مزارع علفية نرعى فيها و نستريح من رحلة الشتاء و الصيف بحثا عن الكلإ، بل إن مليارا واحدا قد يكفينا لتبدبد المزارع العلفية على كل الولايات كي نعطي حليبنا لكل رضيع و لحومنا لكل فرد و عائداتنا لكل فقير ونشغل كل عاطل و نواسي كل مسكين حتى نمكنكم من امتصاص البطالة ودمج الطبقات الهشة و القضاء على الفقر و العدل بين الناس في توزيع الثروة و تعزيز روابط الأخوة مع دول الجوار عبر إمدادهم بأضاحيهم التي بلغت العام المنصرم توقيع أكثر من 450 ألف كبش لبعض جاراتنا جنوبا. و نحن نستطيع أن نمدكم من خلال تكاثرنا لفترة وجيزة بملايين الرؤوس تصدرونها نحو دول الجوار وحتى دول أوروبا رفقة السمك. إن قدرتنا على التكاثر و التضاعف تفوق كل البهائم الأخرى، بل إن تزاوجنا مع أصناف أخرى من الغنم مثل الرومانوف سنعطيكم إثره فصائل مهجنة قد تلد أكثر من أربعة و خمسة توائم لنثري بذلك هذه الثروة المهملة و نمكنكم من مضاعفتها حتى تصبح الرقم الأول في العالم الشيء الذي سيصوب الأنظار إلى بلادنا و يسيل لعاب الإستثمار الوطني و الأجنبي.
سيدي الرئيس، نحن واثقون أنكم ستجعلوننا في همتكم و تكرموننا كما كرمنا الله بفداء نبينا إسماعيل عليه السلام و كرمنا الأنبياء حيث كنا موضع رعايتهم مثل يعقوب و موسى عليهما السلام و رسولنا محمد عليه الصلاة و السلام بل إن السيرة النبوية ورد فيها أن الله مابعث نبيا إلا ورعى الغنم. و قد جعل الله فينا كثيرا من المعجزات كقوله تعالى (نسقيكم مما في بطونه من بين فرث و دم لبنا خالصا سائغا للشاربين) و كرمنا بأن نكون أضحية في أفضل عيد للمسلمين و أفضل موسم يقام فيه ركن من أركان الإسلام نساهم في فرحة و غبطة الصغير و الكبير. و لا يفوتكم أن من سلك طريق الأنبياء ضمن له التوفيق و النجاح. و يمكنكم أن تدرسوا كل مطالبنا و المؤهلات الملائمة لنا مستعينين بمن وكلنا لكتابة هذا التظلم أو أي خبير يهتم بشؤوننا جزاكم الله خيرا و سدد خطانا و خطاكم.
على يد وكيلنا المهندس محمد عبد الله اللهاه
هاتف : 31131284
e-mail [email protected]